المصدر: | مجلة ليكسوس |
---|---|
الناشر: | محمد أبيهي |
المؤلف الرئيسي: | العطية، كيحل البشير (مؤلف) |
المجلد/العدد: | ع9 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
المغرب |
التاريخ الميلادي: |
2017
|
الشهر: | يناير |
الصفحات: | 11 - 30 |
ISSN: |
2605-6259 |
رقم MD: | 885251 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | HumanIndex |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
تعتبر البقايا المادية للمدافن والقرابين التي تركها الأنسان القديم إرثا ثقافيا للبشرية جمعاء ولا تنحصر في حيز جغرافي معين، ويبقى مدى الاهتمام به من طرف أي مجتمع يزخر بهذا الموروث دليل على تقدمه ووعيه الحضاري، كما تمثل أحد أهم المصادر في دراسة العصور التاريخية عامة، وعصور ما قبل التاريخ بصفة خاصة، حيث تزود الباحثين من خلال التحليلات العلمية لها بمعلومات قيمة تساعد في معرفة الظروف البيئية والطبيعية والاجتماعية والدينية، التي تساهم في فهم أكبر للجوانب الحضارية المختلفة لمجتمعات عصور ما قبل التاريخ و العصور التاريخية، خاصة اذا اعتبرنا أنها حملت حملت في غالب الأحيان دلالات رمزية وعقائدية. فمن الصعب معرفة معتقدات الأنسان في ذلك الزمن ألا من خلال هذه البقايا المادية التي تقدم لنا صورا يمكن لنا بواسطتها إعادة بناء الجانب الفكري للإنسان، بالاعتماد أيضا على معطيات الشعوب التي لازالت تعيش نمط حياة مشابه سواء في أفريقيا أو لدي السكان الأصليين في أمريكا وأستراليا. يبدد مالينوفسكي في كتابه "السحر والعلم والدين عند الشعوب البدائية" الخرافة التي التصقت بالإنسان البدائي، وتصفه بالافتقار إلى الدين والأخلاق والعلم، فهو يقول في مستهل بحثه "لا يوجد أناس مهما كانوا بدائيين دون دين وسحر، كما يجب أن نضيف على الفور أنه لا توجد أية أجناس بدائية تفتقر سواء إلى النزعة العلمية، أو إلى العلم، إذن يعد الجانب الروحي من الجوانب التي لا يمكن لأي باحث إغفالها عند دراستة حضارة الإنسان القديم، فهو يعتبر مرآة عاكسة لتطور الأنسان ومجال يستقطب نشاطاته الروحية والفكرية؛ هذا الجانب القائم على أساس الدين، وانطواء القلب للمعبود ولجوئه له في رخام وشدة، إضافة إلى الطقوس الجنائزية والمباني الدينية التي مورست وبنيت بطرق وأساليب مختلفة، لذلك لا يمكننا فهم الأنسان القديم اذا أهملنا دراسة ديانته، ولا يمكننا استيعاب المراحل الكبرى في تاريخ حضارة ما استيعابا تاما، اذا تجاهلنا آلهته ومؤسساته الدينية تعد منطقة المغرب القديم من أهم المناطق التي استقر فيها الأنسان في الفترات التاريخية القديمة، فقد كانت الظروف المناخية مواتية لاستقرار الأنسان وازدهار الحضارة، ولأن الدين هو المعيار الرئيسي لتطور المجتمعات كونه نتاج تفتق الذهن البشري، والمغاربة القدامى وصلوا الى درجة مهمة من التطور، فقد سجلوا معتقداتهم وأفكارهم وكل تفاصيل حياتهم على بقايا مدافنهم وقرابينهم التي امتدت أثارها من الشرق إلى مشارف المرتفعات الغربية للأطلس الصحراوي والتي أصبحت اليوم تشكل متحفا طبيعيا على الهواء الطلق، إذن أننا أمام البدايات الأولى لتشكل الفكر الديني فهذا الحس الطبيعي يكتنفه في حقيقة الأمر بعد روحي عندما شعر الأنسان بضعفه أمام الطبيعة أو بالأحرى أمام الموت. |
---|---|
ISSN: |
2605-6259 |