المستخلص: |
عرف تراثنا العربي ظاهرة تأليفية فريدة، وهي قيام بعض تلاميذ العالم بجمع أقواله وأحكامه الشفهية أو المدونة، في تصنيف مستقل وإخراجه للناس في حياة صاحبة أو بعد مماته باسم جديد. وقد تلقت الأمة هذا الضرب من التأليف بالقبول والاعتراف واحترام النسبة للعالم صاحب النص الأصلي، ما لم تجد فيه ما يريب، وإلا فإنها نادت عليه بالادعاء والانتحال. لكن بعض المحدثين استغربوا هذا النوع من التصنيف، إذ لم يقفوا على أمثاله فجحدوا نسبة تلك النصوص ونحلوها للجامعين وأعرضوا عما هو ثابت في المخطوطات العتيقة وكتب التراجم والأثبات، وعبثوا في حال مستقرة إذ لم يحيطوا بأمرها خبرا. يحاول هذا البحث إلقاء الضوء على هذه الظاهرة القديمة، مؤصلا لها، وكاشفا لسماتها الخاصة، وموضحا لكثير من الأمثلة التي وصلتني وكيفية التعامل معها.
|