المستخلص: |
إن من أول أسس الاعتناء بالتراث العربي بعثه وإحياءه، ولا يتأتى ذلك إلا على هدی ونور من العلم، ومعرفة تامة بما ينبغي ألا يقع فيه محقق النص من زلات وأخطاء. تركز هذه المنظومة الرجزية على الكشف عن مواطن الضعف والغلط في عملية تحقيق التراث، وهي بذلك تكمل عقد ما سبقها من منظومات في فن تحقيق النصوص. وقد قدم لها ناظمها بمقدمة وافية للتعريف بها، والغاية منها، ومنهجه المتبع، ثم تحدث عن منظومات التحقيق السابقة، وما يمتاز به هذا النظم، وقدم عرضاً مجملاً لأهم أغلاط المحققين التي تناولها النظم. يعد النظم العلمي من خصائص علماء المسلمين، وهو كالذاكرة الإلكترونية الآن، فأنه يساعد على حفظ العلم وسرعة استرجاعه؛ بما يتميز به من إيقاع موسيقي، وتتابع في الألفاظ، وتكثيف للدلالة على معان كثيرة بألفاظ قليلة. وهل هذا النظم الذي بين أيدينا يسهم في تنقية عالم التحقيق ونشر التراث مما علق به من شوائب ومساوئ وأخطاء، فقد رصدت فيه عدة جوانب مما لا نحب أن نراه في كتب التراث المنشورة؛ عله يكون تذكرة للمنتهي، وإرشادًا للمبتدي.
|