المستخلص: |
لطالما شكل موضوع التوسع الفينيقي والقرطاجي غرب المتوسط موضوعا بارزا ضمن المواضيع التي تشكل جانباً من التاريخ المميز للحضارة الفينيقية القرطاجية، هذا التوسع الذي وصل أقصى مداه إلى ما بعد عمودي هرقل، ويسمح بارتياد السواحل الأطلنتية حتى موكادور، في سابقة من نوعها، ويمنح صفة الريادة لهذه الحضارة التي يرجع الفضل لها لأولى الاستكشافات الجغرافية في تاريخ البشرية والتي كان من بين دوافعها الأساسية الجانب الاقتصادي التجاري، والإستيطاني. غير أن هذا المدى الاستكشافي قد تعدی موکادور، ووصل صداه حتى السواحل الغربية لإفريقيا، بساحل غينيا ضمن تقرير الرحلة الشهيرة القرطاجية المعروفة برحلة "حانون". هذه الأخيرة التي كانت محط نقاش مستفیض بين مختلف الباحثين التي اتخذوا منها مواقف متباينة تتأرجح بين القبول والتسليم بها، وبين الرفض المطلق والتفنيد القطعي لها.
|