ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







البدائل المتاحة لإعادة بناء العلاقة بين مراكز الفكر ودوائر صنع السياسات في جمهورية مصر العربية

العنوان المترجم: Available Alternatives to Rebuilding the Relationship Between Think Tanks and Policymaking Community in The Arab Republic of Egypt
المصدر: مجلة البحوث والدراسات العربية
الناشر: المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم - معهد البحوث والدراسات العربية
المؤلف الرئيسي: جمال الدين، هبة (مؤلف)
المجلد/العدد: ع64
محكمة: نعم
الدولة: مصر
التاريخ الميلادي: 2016
الشهر: يونيو
الصفحات: 9 - 82
DOI: 10.21608/IARS.2016.203036
ISSN: 2356-9379
رقم MD: 891628
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: HumanIndex, EcoLink
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

99

حفظ في:
المستخلص: لقد مرت مصر بتجربة قاسية من عدم الاستقرار، وغياب واضح لمؤسسات الدولة، خاصة خلاص ثورة 25 يناير وما تبعها، وتوالت الخسائر والمخاطر، وظهر أمامنا تحديات جديدة للقضاء على الآفات الاجتماعية والأخطار الداخلية كالإرهاب، ومواجهة المطامع الخارجية، وإعادة بناء الوطن من الداخل اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، وهو ما خلق أمامنا تحدياً لإعادة بناء البيت المصري، مما يتطلب وجود دور للخبراء والمتخصصين في وضع سيناريوهات المرحلة بل والنظر نحو المستقبل، وهذا لن يتأتى بالجهاز الإداري للدولة فقط، فالتصور وغزارة المعلومات، وسرعة المتغيرات وتواترها، وكثرة الآمال والطموحات التي صاحبت الثورتين المتتاليتين، لن يمكن مواجهتها وتلبية الممكن منها إلا بوجود دور حقيقي لمراكز الفكر.
فمراكز الفكر ما يميزها هو انشغالها بقضايا السياسة العامة للدولة التي تمثل شأناً عاماً تعكس أجندة صانع القرار، وهذا في الواقع ما يؤهلها لممارسة دور مميز وفاعل للنظر نحو المستقبل.
وقد استطاعت الدراسة تشخيص بعض المشكلات التي تعاني منها مراكز الفكر خلال عملها بمصر، كتحدي رأس المال البشري وإشكالية استقطاب الكفاءات، ونقص الموارد المالية، وما له من تأثير على استقلالية تلك المراكز وانعكاس على أجندتها البحثية. وما تستخدمه من وسائل للتأثير وآليات في التواصل مع صانع القرار.
ولكن ينبغي الإشارة إلى أن مراكز الفكر في مصر عليها عبء ثقيل لمساعدة النخبة في دعم عملية صنع السياسة، وتقديم بدائل السياسات في ضوء الممكن والمتاح لتعظيم الفائدة المرجوة وتقليل الفاقد المتوقع. فالخروج من بوتقة تحديات المرحلة الحالية يتطلب العبور نحو مستقبل مدروس قائم على خطط استراتيجية قابلة للتنفيذ.
وقد توصلت الدراسة في هذا الشأن إلى عدد من التوصيات الهادفة لبناء عقد اجتماعي جديد بين طرفي المعادلة، وسجلت الدراسة عدداً من التوصيات الموجهة لمراكز الفكر؛ أملاً في النظر إليها بعين الاعتبار، وأخرى مواجهة لصانع القرار كتعبير عن إرادة حقيقية للتغير نحو الأفضل. فتتطلب العلاقة الجديدة بين الطرفين استيعاب بعض الحقائق وتبني بعض المبادرات لدعم دور كل منهما. فبالنسبة لمراكز الفكر يمكنها الاعتماد على متخصصين في مجال تنمية الموارد التي يجب أن تتسم بالتعدد والتنوع والاستمرارية، وأن تحرص على بناء القدرات البحثية لشباب الباحثين وتصعيد الجيل الثاني، وتدريبهم على كتابة أوراق السياسة العامة؛ حتى يمكنهم مخاطبة صانع القرار، والتنسيق في ما بينها – أي بين هذه المراكز- لتكوين شبكة تجمع مراكز الفكر المصرية وتنسيق العمل بينها، وتبنيها مبادرة لإعداد مسودة قانون ينظم شكل العلاقة بين الطرفين، إضافة إلى الإفادة من الخبرة الدولية من خلال الانضمام إلى شبكات مراكز الفكر. وأن تحرص على لعب دور في عملية صنع السياسات، بل وتقييم برامج الحكومة وإنجازاتها، وخلق حركات رأي مجتمعية، لتشكيل آلية من القوة الناعمة، وصياغة آلية للتواصل مع وسائل الإعلام المختلفة، بل وتأسيس وحدة للتطوير المؤسسي والبعد عن الذاتية والتحيز، بل ووضع استراتيجيات للضغط على صناع القرار وتنظيم حملات للمطالبة والدفاع.
أما بالنسبة لساحة صانع القرار؛ فالأمر يتوقف على الإرادة والرغبة في دمج هذا الفاعل المهم خلال منظومة صنع السياسة العامة، من خلال سن تشريع ينظم عملها، والتعاون معها، متخطية أزمة الثقة القائمة عقب الثورة من خلال الاعتماد على المراكز طيبة السمعة وتقنين الوضع في كيان مؤسسي ينظم العلاقة مع تلك الكيانات المهمة، وتبادل المعلومات في ظل مناخ من الحرية والدعم، والاستعانة بقياداتهم داخل الجهاز البيروقراطي في الدولة وفقاً لدوائر التخصص المختلفة. والأهم من كل تلك البدائل هو النظر للمستقبل، أي إرادة القائد للنظر إلى الأمام وليس الخلف.
وفي ظل ما يجابهنا من تحديات داخلية وخارجية هناك ضرورة ملحة للتصدي للواقع المُزري الذي لن يستطع أن يقاومه إلا الفكر الاستراتيجي الذي ينظر إلى المستقبل، وهذا هو الدور المفترض أن تقوم به مراكز الفكر بوطننا العزيز، لوضع خطط بديلة، لمجابهة المخاطر المستقبلية، والقائمة بالفعل لبناء مجتمعات متماسكة قادرة على عبور المستقبل وبناء واقع أفضل. والأمر لن يتوقف عليها فقط فالمسؤولية مشتركة بينها وبين صانع القرار، فالمستقبل هو مسؤولية تكاملية تفرض توافر الجهود كافة المخلصة للعبور نحو بر الأمان.
فوجود مراكز الفكر وما تمارسه من دور لم يعد ترفاً أو شكلاً للتباهي والتفاخر، ولكنه أضحى ضرورة مجتمعية، فدورها بدأ في الظهور في العالم لتلبية احتياجات صانع القرار مع الحرب العالمية الأولى لمواجهة خطط الغزو، وتدرج دورها بعد ذلك، حتى أصبح مقوماً أساسياً لمواجهة تحديات كثرة المعلومات وتعدد دوائر المعرفة التي شكلت قوة ضاغطة للحاجة لكيانات قادرة على تقديم بدائل سياسات وتحليلات موضوعية موثوق فيها وذات جدوى.
وتتوقع الباحثة أن دور مراكز الفكر على المستوى العالمي قد يصبح في المستقبل القريب أحد بنود المشروطية الدولية للمؤسسات الدولية والجهات المانحة، بهدف حث الحكومات على اتخاذ قرارات محسوبة ومدروسة تقلل من المخاطر والتحديات والحروب والنزاعات القائمة بين الدول.
وعلى دوائر صنع السياسات أن تدرك هذه الحقيقة وألا تتبنى سياسة رد الفعل، وإنما الفرصة ما زالت قائمة لتبني سياسة المبادأة ومبادرة لتقوية مراكز الفكر وتقنين دورها ومواجهة ما تقابله من تحديات وعقبات.

وعلى المراكز في الوقت ذاته أن تدرك ما عليها من مسؤولية ودور في تقديم تحليلات جادة للقضايا المدرجة على أجندة صانع القرار وأن تساعده في معالجة القضايا الاجتماعية الملحة والتحديات الممكنة أو المتوقعة. فالاستشراف والنظر للمستقبل أصبح هو الآلية اللازمة لمراكز الفكر المصرية، فنهضة الوطن لن تكون هبة أو منحة وإنما تتطلب جهداً وجداً وتعاوناً من جميع الأطراف.
ومع حرص القيادة السياسية متمثلة في شخص الرئيس عبد الفتاح السيسي على دعم المنظومة البحثية في مصر، ودعم دور مراكز الفكر، وجب على تلك المراكز أن تُعظِّم الإفادة من هذه الإرادة الواضحة والتعاون معاً لوضع رؤية جديدة لما يمكن أن يكون عليه الوطن في المرحلة التاريخية الجديدة التي نمر بها.


Egypt has gone through a terrible experience of instability and an evident absence of state institutions, especially during the January 25 revolution and its aftermath. Losses and dangers have continued, and new challenges have appeared before us to eliminate social ills and internal threats such as terrorism, confront external ambitions, and rebuild the country from the inside economically, socially, and culturally. This created a challenge before us to rebuild the Egyptian home, which requires the presence of experts and specialists in developing scenarios for the stage, but looking towards the future, and this will not come only through the state's administrative apparatus, as the perception and abundance of information, the speed and frequency of changes, and a lot of hopes and ambitions that accompanied the two successive revolutions. It will not be possible to confront it and meet the possible ones without a real role of think tanks.
Think tanks are distinguished by their engagement in the state's policy that represents a public affair that reflects the decision maker's agenda. This is what qualifies them to play a distinguished and influential role in looking towards the future.
The study has been able to diagnose some of the problems that think tanks suffer from during their work in Egypt, such as the human capital challenge, the problem of attracting competencies, the lack of financial resources, and the impact on the independence of these centers and a reflection on their research agenda and means of influencing and mechanisms it uses for communicating with the decision-maker.
However, it should be noted that think tanks in Egypt have a heavy burden to assist the elite in supporting the process of policy-making and providing policy alternatives in light of what is possible and available to maximize the desired benefit and reduce expected losses. Exiting the melting pot of challenges of the current stage requires crossing a thoughtful future based on executable strategic plans.
In this regard, the study reached a number of recommendations to build a new social contract between the two sides of the equation. The study recorded some recommendations directed to the think tanks, hoping to be viewed with consideration and confrontation with the decision-maker as an expression of a real will to change for the better. The new relationship between the two sides requires understanding some facts and adopting some initiatives to support each other's role. As for think tanks, they can rely on specialists in developing resources that must be characterized by pluralism, diversity, and continuity. Ant that it strives to build the research capabilities of young researchers, build the second generation and train them in writing policy papers so that they can address the decision-maker, and coordinate among themselves - that is, between these centers - to form a network that brings together Egyptian think tanks and coordinate work between them and it adopts an initiative to prepare a draft of a law that would regulate the form of the relationship between the two parties, in addition to benefiting from international experience by joining networks of think tanks. And It is keen to play a role in the policy-making process, and even to evaluate government programs and achievements, and to create community opinion movements, to form a mechanism of soft power, to formulate a mechanism for communication with various media outlets, and even to establish a unit for institutional development, avoiding subjectivity and prejudice, and even developing strategies to pressure decision-makers and campaign campaigns for claim and defense.
As for the decision-maker; The matter depends on the will and desire to integrate this important actor within the policy-making system by enacting legislation that regulates its work and cooperating with it, bypassing the existing trust crisis after the revolution by relying on reputable centers and legalizing the situation in an institutional entity that organizes the relationship with these important entities, and the exchange of information in an atmosphere of freedom and support, and the assistance of their leaders within the state's bureaucracy according to the various departments of specialization. The most important of all these alternatives is looking to the future, that is, the leader's will to look forward, not backward.
In light of the internal and external challenges that confront us, there is an urgent need to confront the dire reality that only strategic thinking that looks to the future can resist, and this is the role that think-tanks in our dear country are supposed to play, to develop alternative plans to confront future risks that are already in place to build cohesive societies capable of crossing the future and building a better reality. The matter will not depend on it alone, as the responsibility is shared between it and the decision-maker. The future is a complementary responsibility that requires the availability of all sincere efforts to run for safety.
The existence of think tanks and their role is no longer a luxury or a form of boasting and bragging but has become a need of society. Its role began to appear in the world to meet the decision maker's needs with the First World War to face the invasion plans. After that, its role gradually increased, until it became a basic component to face the challenges of the abundance of information and the diversity of knowledge circles, which formed a pressing force for the need for entities capable of presenting reliable and feasible objective policy alternatives, and analyzes.
The researcher expects that the role of think tanks at the global level may soon become a clause of international conditionality for international institutions and donors to urge governments to take calculated and informed decisions that reduce risks, challenges, wars, and conflicts between countries.
The policy-making bodies must realize this fact and not adopt a policy of reaction. Rather, the opportunity is still there to adopt a policy of principle and an initiative to strengthen think tanks, legalize their role, and face the challenges and obstacles they encounter. At the same time, the centers must realize their responsibility and role in providing serious analyzes of the issues on the decision maker's agenda and assist him in addressing the critical social problem and possible or anticipated challenges. Observation and looking to the future has become the necessary mechanism for Egyptian think tanks. The nation's renaissance will not be a gift or a grant, but rather it requires serious effort and cooperation from all parties.
With the keenness of the political leadership, represented by President Abdel Fattah al-Sisi, to support the research system in Egypt and to support the role of think tanks, these centers should make greater use of this clear will and work together to develop a new vision of what the country could be in the new historical phase that we go through.
This abstract translated by Dar AlMandumah Inc. 2018

ISSN: 2356-9379

عناصر مشابهة