المستخلص: |
استعرض البحث مظاهر الوسطية في مواقف الفراء اللغوية. فقد كان الفراء أحد أهم رموز الكوفة العلمية، الذين بهم تباهي وتفاخر، فقال أبو بكر بن الانباري (ت328ه) (لو لم يكن لأهل بغداد والكوفة من علماء العربية إلا الكسائي والفراء، لكان لهم بهما الافتخار على جميع الناس؛ إذا انتهت العلوم إليهما). وأوضح البحث انه على الرغم من تلمذة الفراء على يد الكسائي، فلم يكن يأخذ او يسلم لأستاذه بكل شيء، على حسب ما يتوقع من التلميذ، وإنما كان له حضوره الذاتي واستقلاله الفكري الذي تجلى في عدد كبير من المسائل والقضايا، فلم يأخذ إلا بما يقتنع به، فاتخذ موقفاً وسطياً بين التوجهين البصري والكوفي، موقفاً يمثل حلقة الوصل التي يتلقى عندها ما تفرق لدى أعلام هاتين المدرستين، وذلك في عدد لا ستهان به من المسائل النحوية والصرفية ومن أبرز هذه المسائل وأهمها، المسألة الأولى المسائل النحوية والتي تمثلت العطف بالرفع على محل اسم (إن) قبل تمام الخبر، حكم اول المتنازعين عند إعمال الثاني، مجىء الجملة فاعلاً، ناصب الفضلات، العامل في المجرور بعد (حتى)، حقيقة (حاشا)، تقديم معمول الجزاء المنصوب عليه، حكم (هو) في نحو (ظننت زايد هو القائم أبوه)، حكم المرفوع في (كان قائماً زيد)، علة انتصاب خبر (كان)، رافع اسم (كان)، حكم المستثنى من حيث الخروج وعدمه. المسألة الثانية المسائل الصرفية وهي، حذف إحدى التاءين في بداية (تتفعل وتتفاعل)، مد المقصور للضرورة، حقيقة المفردة (كلا). وختاماً أن النزعة الوسطية لدى الفراء في هذه المسائل، كانت النتيجة المباشرة لتحكيم النظرة الوصفية إلى حد ما في معالجته للقضايا اللغوية، والتي خلصته بدورها من آفة التقدير، وإشكالات التأويل. كُتب هذا المستخلص من قِبل دار المنظومة 2021"
|