المستخلص: |
سلط المقال الضوء على موضوع الاستثناء في الدعاء. فيُعد الدعاء من أعظم العبادات التي لا يخلو سالكها من الخير وقد وعد الله من دعاه بالإجابة على إطلاقه بل أنه مقيد بالأخذ بآداب الدعاء وأسباب الإجابة والابتعاد عن موانعها كما جاء تفصيل ذلك في السنة الصحيحة ومن بين هذه الآداب عدم الاستثناء في الدعاء فالداعي إذا دعا لا يقول اللهم اغفر لي إن شئت واللهم اهدني إن شئت فقد نهي النبي ﷺ عن ذلك. وأوضح المقال أن بعض العلماء قد حملوا نهى النبي على التحريم فقال القرطبي في المفهم "" إنما نهي الرسول ﷺ عن هذا القول لأنه يدل على فتور الرغبة وقلة التهمم بالمطلوب إن حصل وإلا استغني عنه ومن كان هذا حاله لم يتحقق من حاله الافتقار والاضطرار الذي هو روح عبادة الدعاء وكان ذلك على قله اكتراثه بذنوبه وبرحمه ربه وأيضاً فإنه لا يكون موقناً بالإجابة، ولم يكتف النبي ﷺ بالنهي حتي أمر بنقيضه فقال ""ليعزم في الدعاء"" أي ليجزم في طلبته وليحقق رغبته ويتيقن الإجابة فإنه إن فعل دل على علمه بعظيم قدر ما يطلب من المغفرة والرحمة. ثم تطرق المقال إلى تفريق أهل العلم بين قول إن شئت بصيغة الخطاب وبين قول إن شاء الله بصيغة الغيبة فالأولي بها منفاه للآداب أما الثانية فهي للتبرك والفرق بين متحقق الوقوع وغير متحقق الوقوع هو الفرق بينهم، فإعمال الأدب بحسب عرف الناس هذا هو الذي ينبغي بل هو الذي يجب رعاية للأدب وحماية لجناب الأدب من الله سبحانه في الدعاء لكن مرتبته ليست كقوله إن شئت. كُتب هذا المستخلص من قِبل دار المنظومة 2021"
|