ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







الأنسنة فى رواية التبتر لإبراهيم الكونى الصيغة والقصدية

المصدر: مجلة بحوث جامعة حلب - سلسلة الآداب والعلوم الإنسانية والتربوية
الناشر: جامعة حلب
المؤلف الرئيسي: أحمد، مرشد (مؤلف)
المجلد/العدد: ع79
محكمة: نعم
الدولة: سوريا
التاريخ الميلادي: 2011
الصفحات: 449 - 474
ISSN: 2227-9202
رقم MD: 897113
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: HumanIndex, EduSearch
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون
حفظ في:
المستخلص: إن اشتغال السارد على آلية الأنسنة في النص الروائي يمتاز بتجليات غنية على المستوى الإبداعي، لأنه يحمل مظاهره السردية والجمالية القادرة على استمالة المتلقي، وإدهاشه، وبذلك يتمكن السارد من إنجاز وظيفته الرئيسة، وهي عرض الحكاية إلى المتلقي بنوع من التشويق القرائي. لأن الأنسنة رؤيا فنية فائقة، لا تخضع للمقاييس المنطقية، ولا تماثل الأحداث الواقعية، إذ تعمد إلى خرق أعراف السرد التقليدي المتدرج في رحاب المألوف، لصالح نظام اشتغال سردي، يسعى لنيل منطق التميز، بفعل الاشتغال في رحاب أفق آخر للتخييل السردي، ينهض على تجاوز المألوف إلى ما هو غير مألوف. المندرج فيما يسمى بـ (فوق الطبيعي) المتخلص من قوانين الطبيعة المتعارف عليها، وهنا تكمن طاقة الأنسنة التحفيزية على المستوى القرائي، إذ تعمل على توطيد تموضع المتلقي داخل العالم التخييلي، وجعله في حالة تواصل قرائي مع الحكاية. فهذا الاشتغال السردي يعرض مادة حكائية تثير لدى الشخصية الروائية والمتلقي ردود فعل معينة، الشخصية تنجز الأفعال الروائية غير المألوفة، فتمنح الحكاية طابعها التمييزي، والمتلقي يتحرر تخييلياً من مادية الواقع، ويتذوق جمال التخييل السردي. ومن أبرز دواعي ميل السارد إلى الاعتماد على الأنسنة في عرض الحكاية قدرة هذه الآلية على احتواء فكرة محددة تشكل أحد أبعاد الحكاية، ولذلك تعد الأنسنة آلية سردية لها نظام انبنائي خاص بها، أي أنها صيغة يمكن تبنيها في الأجناس الأدبية الأخرى الحكائية وغير الحكائية، وهذا ما يكسبها بعدا جماليا. وبراعة السارد الاشتغالية تتجلى في قدرته على تنويع مظاهر الآليات الصياغية التي تحمل المادة الحكائية، وتسهم في تشكيل المنظومة السردية داخل النص الروائي، وهذا ما تجلى في رواية التبر لإبراهيم الكوني، إذ عمد إلى تنويع مظاهر تجلي هذه الآلية وفق مقتضيات المنطق الحكائي. وتصييغ الأنسنة عبر مدار تشكل المنظومة السردية تمظهر بصيغتين: • مخاطبة الجمل المؤنسن خطابا إنسانيا. • تجلي نزعته الإنسانية. هذا التصييغ الناهض على مبدأ المجاورة بين الإنسان والحيوان، يسعى إلى خلق مناخ مميز يحدد ملامح دور الحس الجمالي في تشكيل المنظومة السردية، ويعمل على تفسير الوقائع تفسيرا داخليا برؤية فنية، تسهم في كشف لوحة جديدة للعالم قادرة على التأثير في المتلقي، لأن ملامح العالم التخييلي، يتجلى أكثر إنسانية وجمالا وإمتاعا للمتلقي. واختيار السارد لهذا المظهر الاشتغالي لم يكن عشوائيا بل هو نتاج وعي سردي، لأنه تقصد من خلال آلية الأنسنة تمرير الخطاب الأيديولوجي بعيداً عن فجاجة المباشرة، وقد تشكل الخطاب الايديولوجي من معطيين: تاريخي/ عام. اجتماعي/ خاص. وقيمة هذه القصدية تكمن في قدرتها على إنجاز مكاسب عدة منها: تحقيق نوع من التآلف الفني بين ما هو ذاتي/ الأنسنة وبين معطيات الواقع التاريخي والاجتماعي، بخلق عالم روائي تنزاح فيه الحدود الفاصلة بين الداخل/ الأدبي والخارج/ المرجعي لامتزاج التخييل بالوقائع امتزاجاً فنيا ذا تأثير جمالي في المتلقي.

ISSN: 2227-9202

عناصر مشابهة