ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







بذور التفكير العروضى قبل بلوغ مرحلة التنظير

المصدر: مجلة بحوث جامعة حلب - سلسلة الآداب والعلوم الإنسانية والتربوية
الناشر: جامعة حلب
المؤلف الرئيسي: عيسى، علي (مؤلف)
مؤلفين آخرين: المحل، محسن (م. مشارك)
المجلد/العدد: ع81
محكمة: نعم
الدولة: سوريا
التاريخ الميلادي: 2012
الصفحات: 237 - 254
ISSN: 2227-9202
رقم MD: 897371
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: EduSearch, HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون
حفظ في:
المستخلص: لعل من البدهي القول: إن الشعر العربي قد خضع للتطور، إذ لا يعقل أن تكون بدايته على تلك الحال التي وصلت إلينا. فالشعر الجاهلي الذي نقله إلينا الرواة، ودون في عصر التدوين، يدفع إلى الإعجاب بالمستوى الفني الرفيع الذي بلغه، فقد بدا ناضجًا متكاملًا، وكأن مرحلة جنينية قد مهدت وهيأت لولادته على هذه الصورة المشرقة المكتملة. ولا شك في أن الغموض الذي يكتنف مرحلة المخاض التي تمخضت بالشعر الجاهلي قد حرض على سبر أغوار هذه المرحلة، والكشف عن مجاهلها، فحاولت دراسات كثيرة الاهتداء إلى المسالك الموصلة إلى اكتشاف أولية الشعر الجاهلي، لكنها لما تهتد إلى نتائج مقنعة، فكلما وجدت محاولة منها الطريق إلى هذا المطلب العزيز شائكًا وعرًا لاذت بالرجوع، مدارية إخفاقها بالحدس والتخمين. ولعل قلة الوثائق الشعرية التي من شأنها أن تعضد هذه الدراسات هي المسؤولية عن ذلك الإخفاق. والغموض الذي يكتنف مرحلة طفولة الشعر الجاهلي يشبه إلى حد كبير الغموض الذي يلقي بظلاله على المرحلة السابقة لنظرية الخليل الشاملة عن العروض والقوافي، فقد ظهر العروض في مرحلة مبكرة، وهذا ليس بغريب، ولكنه ظهر على يد العلامة "الخليل بن أحمد الفراهيدي"، وهو ناضج كل النضج، وهنا مكمن الغرابة التي وجدناها عند أغلب الباحثين، الذين راحوا يدرسون هذه الظاهرة. فمن هؤلاء الباحثين من يبالغ في عبقرية الخليل إلى حد الإلهام الإلهي له في مكة المكرمة أو المدينة المنورة، عندما وضع العروض، فيذهب إلى أن ((الخليل دعا بمكة أن يرزق علمًا لم يسبقه أحد إليه، ولا يؤخذ إلا عنه، فرجع من حجه ففتح عليه بعلم العروض)) {1} ومنهم من يذهب إلى أن الخليل لم يكن له من فضل سوى الجمع، جمع متفرقات علم العروض، وتنظيمها، ويرى أن قوانين الخليل في علمي العروض والقوافي لابد أن تكون إرهاصات لمحاولات متفرقة سابقة ربما لا تبلغ الصورة التي رسمها الخليل لنظريته، لكنها كانت الممهد لتلك النظرية، والمنطلق لها.

ISSN: 2227-9202