| المستخلص: |
الخلفية: إن الشباب في الأرض الفلسطينية المحتلة يواجه تحديات كبيرة تؤثر على عافيته، إلا أن الأدبيات التي تتناول هذا الجانب من صحة الشباب الفلسطيني محدودة. وبالنظر إلى أهمية هذه الفئة العمرية فإنه من المهم تقييم عافية الشباب وفهم الأسباب التي يمكن لها أن تؤثر سلبا او إيجابا على عافيته لما لها تأثير كبير على المجتمع بأكمله. الهدف من هذه الدراسة هو سد الفجوة البحثية من خلال تقييم مدى انتشار العافية ومحدداتها للشباب في الأرض الفلسطينية المحتلة. المنهجية: استخدم في هذه الدراسة منهجية البحث مختلط الطرق. حيث تم استخدام المنهج الكمي كمرحلة أولى لتقييم مدى انتشار العافية والعوامل المرتبطة بها. أما في المرحلة الثانية تم استخدام المنهج النوعي لمعرفة معنى العافية والعوامل التي تؤثر عليها من وجه نظر الشباب. وأخيرا، تم دمج المعلومات التي تم الحصول عليها من المرحلتين السابقتين في المناقشة للحصول على معلومات ثرية ومتكاملة عن عافية الشباب في الأرض الفلسطينية المحتلة. في المرحلة الكمية تم عمل تحليل ثانوي لبيانات مسح (Power2Youth) لعينة ممثلة شملت 1353 شابا عمرهم بين 18 و29 سنة يعيشون في الضفة الغربية وقطاع غزة. المتغير التابع هو مؤشر العافية لمنظمة الصحة العالمية (WHO). تم إجراء تحليل ثنائي المتغير ومن ثم تحليل متعدد المتغيرات مع خمس مجموعات من المتغيرات المستقلة: الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية، والسياسية الداخلية والنظرة المستقبلية. تم إجراء التحليل للعينة بأكملها ثم تم تقسيمها حسب الفئة العمرية. أما بالنسبة للبيانات النوعية تم الحصول عليها من خلال 13 مجموعة بؤرية و12 مقابلة تغطي معظم مناطق الأرض الفلسطينية المحتلة. التحليل الموضوعي لهذه المرحلة تم من خلال البدء بالقراءة وإعادة القراءة، ثم الترميز، وترتيب الرموز إلى مواضيع ثم ترتيب المواضيع إلى مجالات. النتائج الكمية: أشارت النتائج إلى أن معدل العافية لدى الشباب هي 58.7 (s.d=22.7) المدى (1-100) وأنه يوجد علاقة عكسية بين العمر والعافية (B = -0.6, P<0.01). حيث كان للذكور ثلاث نقاط أقل عن الإناث في مقياس العافية (B= -2.8, P <0.05). بينما الذين يعيشون في مناطق المخيمات مقارنة بالمناطق الحضرية (B = 4.5, P<0.01)، والثقة في الناس (B = 1.9, P <0.01)، والحرية الشخصية (B = 2.0, p <0.001)، والرضا عن جودة الحوكمة (B = 2.4, p <0.001)، والرضا بالوضع الاقتصادي (B = 1.6, P<0.001)، والنظرة المستقبلية (B = 0.7, P<0.01)، كلها كانت ذات دلالة إحصائية في ارتباطها الإيجابي بالعافية. عندما قسمت العينة حسب الفئات العمرية، لم تعد الثقة السياسية والنظرة المستقبلية والعيش في المخيمات مقارنة بالمناطق الحضرية ذات أهمية بالنسبة للفئة العمرية (18-23) سنة، بينما كان للجنس تأثير أكبر بالنسبة للذكور مقارنة بالإناث (B = -4.45, P<0.05)، وكان سكان قطاع غزة أعلى ب 3.9 نقطة من الضفة الغربية (B=3.9, P<0.05). ارتبط نقص الثقة السياسية عكسيا مع العافية (B=0.9, P<0.05) بالنسبة للمجموعة العمرية (24-29)، أصبح العيش في المخيم مقارنة بالمناطق الحضرية مهما (B=8.2, P<0.01)، ومع ذلك، لم تعد الثقة بين الجنسين والمنطقة والسياسة ذات دلالة إحصائية. حجم تأثير جميع المتغيرات الهامة ازداد في الفئة العمرية الأكبر سنا مقارنة مع الفئة العمرية الأصغر سنا.
النتائج النوعية: وصف الشباب في الأرض الفلسطينية المحتلة العافية بأنها نتاج تفاعل كل الأشياء التي تجعلهم يتمتعون بالصحة والسعادة والراحة في جميع مجالات الحياة؛ جسديا ونفسيا واجتماعيا ووظيفيا. أما بالنسبة للعوامل التي تؤثر على العافية فقد أشاروا إلى ستة مجالات رئيسية وهي: الاحتلال العسكري الإسرائيلي، ومجال السياسية الداخلية، والمجال الاجتماعي الاقتصادي، والمجال الاجتماعي الثقافي، والمجال البيئي والمجال الشخصي. الاستنتاج: تؤكد النتائج الكمية والنوعية على تأثير كل من السياسية الداخلية والاجتماعية الاقتصادية على العافية. حيث أبرزت نتائج المرحلة النوعية الدور السلبي للاحتلال العسكري الإسرائيلي على العافية، بالإضافة إلى تأثير العوامل البيئية والشخصية عليها. ويجدر الإشارة إلى أن جميع الأبعاد لها تأثير تفاعلي حيث تشكل شبكة معقدة من العوامل التي تؤثر على العافية، في حين تؤثر المجالات نفسها على بعضها البعض. وأخيرا، توفر هذه الدراسة معلومات قيمة حول عافية الشباب في الأرض الفلسطينية المحتلة، وتظهر التحديات الكبيرة التي يواجهها الشباب والتي تؤثر على عافيتهم.
|
