| المستخلص: |
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد الصادق الأمين وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين وبعد. لقيت العلوم الإنسانية الدينية منها والفقهية والشرعية والتاريخية واللغوية وعلوم أخرى على شاكلتها حظا وافرا من الاهتمام الواسع من قبل المؤرخين إذ أفاضت المصادر الأدبية بمعلومات فائقة عن هذه العلوم وأغنتها نقداً وأشبعتها بحثاً إذا ما قورنت بالعلوم الصرفة وما كتب عنها. وعلى أثر ذلك كان لزاماً على الباحثين والمؤرخين الخوض والبحث في سبر العلوم الصرفة واخترنا من هذه العلوم علم الطب لأهميته وصلته الوثيقة بحياة الإنسان، وبيان ما قدمه علماء المشرق الإسلامي في هذا الحقل من حقول المعرفة، وقد اخذ هذا العلم مكانة لا بأس بها من الاهتمام عند المسلمين وغيرهم منذ القدم وزاد الاهتمام به من قبل الدويلات المتعاقبة في الدولة العربية الإسلامية منذ صدر الإسلام إلى نهاية الدولة العباسية سنة (656 هـ) حتى ارتفع مستواه وأصبح من واجب الخلفاء والأمراء والوزراء العناية به من خلال تعليم الناس وبناء البيمارستانات التي كانت تضم إلى جانب قاعات علاج المرضى قاعات أخرى للدراسة، وكان الخلفاء حريصين على وصول الأرزاق والعطاء إلى الأطباء والمتعلمين. ولابد من أن للمشرق الإسلامي منزلة خاصة بين البلاد الإسلامية الأخرى لما لها من اتساع رقعتها الجغرافية وتنوع بيئتها وأجناسها ووجود أساس للطب فيها وهي مدرسة جند يسابور التي خرجت الكثير من الأطباء المشارقة للمشرق والإنسانية جمعاء.
The humanities, religious, jurisprudence, history, language, and other sciences have received a great deal of attention from historians. The literary sources have given great information about these sciences and enriched them with criticism and saturation in search of them, After that, researchers and historians were obliged to delve into the pure sciences. We chose from this science the science of medicine for its importance and its close connection to human life, and to explain what the scholars of the Islamic Orient have presented in this field of knowledge. Muslims and others since ancient times and increased interest in it by the successive states in the Arab Islamic state since the beginning of Islam until the end of the Abbasid year (656 AH) until it rose and became the duty of the caliphs and princes and ministers to take care of it through the education of people and the building of the patients' treatment rooms were other study halls, and the caliphs were keen on getting the money and giving it to doctors and learners. The Islamic Mashreq has a special status among the other Islamic countries because of its geographical spread, diversity of its environment, its origins, and the existence of a medical foundation in it. It is the Jassab Yassabur school, where many of the bright doctors of the Mashreq and humanity have gone out.
|
