المستخلص: |
بعد حالة التأزم الإبستيمي في العلوم الإنسانية عمومًا، وقصور المنهجية التقليدية في الجامعات الإسلامية: أضحت منهجية التكامل بين العلوم والمعارف ضرورة ذات أهمية، في الميثودولوجيا المعاصرة لا سيَّما عند دعاة التجديد في الفكر الإسلامي المعاصر؛ غير أنَّ هذا التوجُّه المعرفي في المنهجية المعاصرة لم يكن مقلدًا في تحصيل منهجية أو تقنية إجرائية ذكية في التعامل مع العلوم الوافدة أو الأصيلة، بل علمية التداخل المعرفي الداخلي والخارجي بين تلك المعارف قد كانت عملية ممارسة بالسليقة المعرفية، في التراث الإسلامي ومن نماذجه الظاهرة نجده بوضوح في المدونة الإمام الغزالي وابن تيمية، حيث قارب الغزالي بين العلوم الوافدة إلى المجال التداولي الإسلامي، هذه المنهجية الإسلامية المعاصرة -التكامل المعرفي- التي يسعى الفكر الإسلامي المعاصر لتفعيلها، إنَّما هي وليدة رؤية إلى العالم، حيث تلعب تلك الرؤية دورًا مُهِماًّ في تلك ؛ الممارسة إذ تُعدُّ ناظماً منهجيًّا في تصور فكرة التكامل بين مختلف العلوم باعتبار منظومة التوحيد التي ترشد الممارسة العلمية والمعرفية، وترسم لها الغاية والهدف، كما أنَّ مسألة التكامل المعرفي المستوحاة من الرؤية الكونية التوحيدية، ذات صلة وشيجة بين الرؤية الكونية وممارسة التكامل كإجراء منهجي متضمن في الرؤية العقدية التوحيدية التي تروم الإبداع والابتكار، فالرابط المنهجي في التداخل المعرفي الداخلي والخارجي تضبطه الرؤية الكونية وتبوصله نحو التوجه المعرفي الذي يخدم الإنسانية، ومقاربة أبي حامد الغزالي في تقريب المنطق وغيرها من المعارف إلى المجال التداولي الإسلامي مقاربة تستحق أن تسترعي انتباه الباحثين في هذا الحقل، نحاول أن نضع هذه الورقة في تلك الممارسة المنهجية الغزالية للمعارف الإسلامية وغيرها في وجهتين: الأولى: التداخل المعرفي الخارجي مع العلوم الوافدة. والثانية: التداخل المعرفي الداخلي في المعارف الإسلامية، وكيف يُمكننا أن نُفيد من هذه المقاربة في الراهن الذي يواكب الأزمة المعرفية الحالية في الفكر الإسلامي المعاصر، وإلى أيِّ مدًى يُمكن أن نُفعِّل هذه الرؤية في مقاربة بين العلوم الإسلامية وغيرها من المعارف؟
Since there is an epistemological crisis in humanities and an inability of the traditional methodology in Islamic universities, the integral cognition, converging different kinds of methods, becomes a necessity. This choice, however, lacks an intelligent way of dealing with different aspects of knowledge. It is still based on spontaneous process. One can discover this spontaneity in the writings of al- Imam al-Ghazali and Ibnu Taimia. Al Ghazali compares between new coming knowledge and the Islamic studies field to activate a kind of integral cognition as required in recent Islamic research. This new method of study for al-Ghazali, should, respect monotheism as an important aspect, but, of course, it calls for a kind of openness to all universal way of thinking and meditating. Al Ghazali develops, therefore, a method believing in creation and novelty. The interrelation amongst various methods is led by the universal way of thinking that serves humanity. Al-Ghazali’s approach of convergence, therefore, deserves to be examined for two reasons: first, to interrelate the external cognition with the new coming ones. Second, to interrelate the internal Islamic cognition with contemporary issues to find out a way to deal with the recent cognitive crisis in Islamic thinking. This can activate effectively Islamic Knowledge in relationship with other studies.
|