المستخلص: |
تقدم الورقة محاولة لتقديم نموذج للاستفادة من الأدوات النظرية لأحد العلوم الاجتماعية، أي العلاقات الدولية، بهدف خدمة البحوث الشرعية. ستعمل هذه الورقة على مفهوم الاستضعاف ذي الأساس الشرعي والقيمي الإسلامي كمثال لما يمكن أن تقدمه الأدوات النظرية لحقل العلاقات الدولية من فوائد لتوصيف واقع المسلمين في العلاقات الدولية دون التنازل عن زاوية الرصد الإسلامية لهذا التوصيف. سيقدم المبحث الأول تأطيرًا لتلك الممارسة ومدى الحاجة لها في البحوث الشرعية من خلال التركيز على أهمية توصيف الواقع بشكل دقيق كجزء أصيل من عملية الوصول لحكم شرعي. بينما يقدم المبحث الثاني صورة عامة حول الأطر النظرية للعلاقات الدولية لتوضيح موضع الأدوات النظرية المستخدمة في هذه الورقة والتي تعتمد المقاربة التركيبية الاجتماعية. ويعمل المبحث الثالث بعد ذلك على (تجهيز) مفهوم الاستضعاف وربطه نظريًا بإطار تركيبي اجتماعي مستعار من نظريات العلاقات الدولية الغربية. في هذا الإطار يظهر الاستضعاف كإحدى الحالات الممكنة عند مواجهة الجماعة المسلمة لمسارات تثبيت الثقافة والقيم الدولية ومحاولة إعادة إنتاجها، بالإضافة إلى الاستمتاع والاستدماج طبقا لمحل إعادة الإنتاج من سلوك، ومصلحة، أو هوية. تلك الصورة التي تجمع تحليليًا كلًا من المستضعف والمستضعف في بيئة الاستضعاف تقدم إطارًا أكثر تنظيما لقياس مستوى المشقة التي تعانيها الجماعة المسلمة في العلاقات الدولية المعاصرة، بل وتربط بين تلك المستويات، وتوضح إمكانية الانتقال من مستوى إلى آخر، مما يسهل النظر في مآلات سلوك تلك الجماعة، وبالتالي قدرة الباحث الشرعي على التفسير والحكم على هذا السلوك. يقدم المبحث الأخير مناقشة عامة حول ماهية الاستضعاف ومادته من تبن لقيم الحداثة والتبعية السياسية وتضعهما على خارطة الاستضعاف المطورة في هذه الورقة.
This article is an attempt to use theoretical tools from Western International Relations Theory to aid Islamic concepts in describing and explaining Muslims’ political agency in contemporary international relations. The basic aim of this article is to develop a framework that can help Islamic scholars in better reading the international political reality as an essential part of reaching a Sharia’h based rulings. In this light, it complements rather than conflict with Islamic Fiqh. That said, the article does not call for, or encourage, the uncritical use of Western theoretical tools unless the Islamic foundational commitments are emphasized. In this context, the article will work with the Islamic concept of Isted’af and propose a constructivist framework to give it much needed theoretical and analytical sharpness. Such framework will help in situating possible Islamic response to structural forces of reproducing international norms and political dependency. On the spectrum of socialization possibilities under those structure forces, Isted’af, which will be defined as acceptance of norms because of coercion, will appear as one possibility along, other possibilities that describe acceptance of norms based on cost/benefit calculations, and complete internalization.
|