المستخلص: |
في ظل هذا التأزم الذي عصف بالنقد الأدبي العربي وبالهوية الثقافية العربية، كان من النقاد الذين أخذوا على عاتقهم البحث عن حلول لهذه الأزمة، "جابر عصفور" في دراسته الموسومة بالهوية الثقافية والنقد الأدبي. ونظرا لأهمية هذه الإشكالية -إشكالية علاقة النقد الأدبي بالهوية الثقافية- رأيت أن أساهم بشيء يسير في الحديث عن هذه القضية في بحثي هذا الموسوم بالنقد الأدبي والهوية عند جابر عصفور. متوسلة في ذلك بالمنهج التاريخي قصد التحليل والتعرف على السياق الثقافي لجابر عصفور، وللمقارنة بينه وبين معاصريه من النقاد، وحتى تستقيم الدراسة استخدمت أداتي التحليل والاستقراء في ضبط المفاهيم والمصطلحات النقدية التي قد تعترضني. وكان عمل الدراسة كالتالي: جانب نظري عرضت فيه، لأهم المفاهيم التي يدور حولها البحث وهي الهوية والأنا والآخر، لأختمه بالجدل بينهما. وجانب تطبيقي اختص بالبحث عن حضور الهوية في خطاب جابر عصفور، فقد ضمنته ثلاثة عناصر: مفهوم الهوية وإشكالياتها والعنصر الثاني الأنا، أما الثالث الأنا والهوية. أما ما خلصت إليه من نتائج فكان أهمها: -أراد "عصفور" للحداثة العربية أن تكون قيمها مستمدة من الحداثة الغربية، لهذا فهو كثيرا ما يدعو إلى الشك والانتصار للعقل والتمرد الدائم على القيم والتقاليد. -ولع "الأنا" بالتماثل السلبي مع معطيات الثقافة الغربية تارة، ومحاولة تأصيلها تارة، كان من أبرز آفات مثاقفتها مع الآخر الذي وصل إلى حد التماهي عوض فحص الأنساق الفكرية المنقولة ثم إعادة البناء على سبيل التعديل والتطوير.
|