المستخلص: |
كان تاريخ البصرة - منذ نشأتها وخلال الشطر الأكبر من القرن الأول الهجري – مليئًا بالتعقيد والعنف والمصاعب الناجمة عن الأزمات والحروب السياسية والقبلية، فضلًا عن صراع تقليدي بين عناصر البداوة ممثلة بالقبيلة، وعناصر وقوى أخرى غير منظورة، كانت تفعل فعلها لإحداث التفاهم والانسجام داخل المدينة. ومع تقادم الزمن كان الظفر إلى جانب قوى التحضر والاستقرار، حيث تضافرت جملة من العوامل التي فرضتها الاعتبارات الإدارية والعسكرية على إضعاف روح التضامن القبلي وفرضت على العرب تطويع نظمهم البدوية لظروف الحياة المستقرة في المدينة مما ساعد على تطورها الاجتماعي والاقتصادي. ومن ثم تحولها إلى مدينة ذات شأن هام، في ميادين الفكر والأدب والعلوم. يهدف هذا البحث إلى الكشف عن مراحل تلك التحولات الاجتماعية وتتبع ظروف الانتقال من البداوة إلى الحضارة في واحدة من المدن الإسلامية المهمة، بل هي أول مدينة عربية تعيش تجربة التمدن والاستقرار خارج شبه جزيرة العرب، في مرحلة مفصلية من التاريخ الإنساني هي القرن الأول الهجري الذي شهد ظهور الإسلام واتساع دولته من حدود الصين حتى أواسط أوربا.
The history of Basrah was – from its first establishment and during a long period of the first century (A.H.) – full of complications, violence, difficulties caused by crises and political and tribal wars, and the traditional conflict between the Bedouin members represented by the tribe and other invisible members and forces which helped in bringing the agreement and accord into the city. In the course of time, the victory was toward the civilized and settled way of life. This research aims to reveal the stages of these social transformations and follow the transforming circumstances from the Bedouins to the civilization in one of the important Islamic cities, in fact, it is the first Arabic city which lives the experience of civilization and settledness outside the Arab Peninsula, in an important period of the human history and that is the 1st century (A.H.) which witnessed the appearance of Islam and the expanding of the Islamic state from China border to the middle of Europe.
|