المصدر: | أبحاث المؤتمر الدولي الأول: قراءة التراث العربي والإسلامي بين الماضي والحاضر |
---|---|
الناشر: | مركز تحقيق المخطوطات وجامعة قناة السويس - كلية الآداب والعلوم الإنسانية |
المؤلف الرئيسي: | صبري، حسين (مؤلف) |
المجلد/العدد: | مج3 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
مصر |
التاريخ الميلادي: |
2017
|
مكان انعقاد المؤتمر: | الإسماعيلية |
رقم المؤتمر: | 1 |
الهيئة المسؤولة: | جامعة قناة السويس - مركز تحقيق المخطوطات وكلية الآداب والعلوم الإنسانية |
الشهر: | فبراير |
الصفحات: | 235 - 258 |
رقم MD: | 945113 |
نوع المحتوى: | بحوث المؤتمرات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | IslamicInfo, HumanIndex |
مواضيع: | |
كلمات المؤلف المفتاحية: |
النص القرآني | الإيمانية | المنهجية العلمية | التراكمية | الموسوعية | التجريبية | الإسناد | التدوين | الشك المنهجي
|
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
تتناول الدراسة بالتحليل قدرات العقل على استقراء دلالات النص القرآني التي تجمع بين أمرين اثنين هما؛ التنبيه الإيماني، والتنبيه المنهجي، فقد امتزجت الإيمانية التي يؤسس لها النص القرآني مع المنهجية امتزاجا تاما، فلا تجد لمحة إيمانية ينبه لها النص إلا وكان عمادها تعقلمرادات الوحي، ولا تجد إرشادا منهجيا إلا وتملؤه روح إيمانية. إن محاولة العقل لفهم النص القرآني، ربما تهب صاحبها رأيا؛ أي فهما ما لدلالة النص، وربما مكنت صاحبها من بناء أفكاره في قضية معينة، وربما أوصلت إلى العلم، ويما وجهته إلى أن يختص بشأن من العلم دون غيره، فقد ظهر ذلك في الصحابة رضي الله عنهم حيث اختص كل منهم بنوع من العلم. إن تأسيس العلم نابع من قراءة النص القرآني، ونعني بذلك التراكمية في العلم، أي الطريقة التي بها يتطور العلم ويعلو صرحه، ولا ينبغي أن يقتصر فهمنا من تلاوة النصوص على الدلالة المباشرة للكلمة؛ من قراءة للتعبد وحسب، بل يجب تجاوزها إلى العمل بمقتضاها في إبداعات العلم والنظم. قدم المسلمون أداء علميا دقيقا في تجربتهم الأولى في التدوين الذي بدأ منذ عهد النبـوة متمثلا في كتابة الوحي، كما أنهم أولوا أهمية قصوى للمنبت الذي ينشأ فيه العالم وأثر ذلك فـي مصداقية علمه، وأدى هذا إلى أن يعقد المؤرخون فصولا في بيان الخصال التي يجب أن ينالها العالم انصب أغلبها على النفسية والأخلاقية منها، لأن ميزان الضبط والعدالة في العلم هو ما تعنيه "الروح العلمية" التي يفخر بها العلم المعاصر، ولم تكن الروح العلمية التي تحلى بها علماء الإسلام جهدا نظريا وحسب، فإن هذه الروح قد مكنتهم من تطبيقات العلم، وأولها اهتمامهم بتحديد المفاهيم وبيان المصطلحات في كافة فروع العلم. ويظل النص القرآني محفزا للفكر، لأن الفكر هو الموجه الأول للسلوك، وأميز ما مكنه من ذلك هو العقل التجريبي، فقد أدرك المسلمون قوة العلاقة بـين النص والواقع، ما أدى إلى توصله تدريجيا إلى التجريبية التي يصح أن يقال بأنها تجريبية إسلامية في تأسيسها، فقد استخدموا الاستقراء، واستعانوا بالمنهج التاريخي، والمنهج النقدي وأدوات العلم، وحددوا بشكل صريح منهجا للمقارنة، وإن أسموه "المقايسة". وأسسوا الشك المنهجي"، طريقا علميا، وأفردوا قواعده، ومقدماته، ونتائجه، وكان من أرقى ما توصل إليه وعي المسلمين في مجال العلم هو "الإسناد" الذي لا يقل قيمة وأثرا عن "التجريبية" في العلم، حتى صار الإسناد علما قائما بذاته، مما جعله البعض علما من علوم الحديث، لما بذله علماء الأمة في سبيل حفظ الحديث، وشاعت إبداعات المسلمين في كل صنوف العلم مما دل على موسوعية العلماء واتساع جهدهم العلمي في كافة مجالات العلـم، وما كان للعقل المسلم أن ينال هذا الحظ من منهجية العلم إلا بأثر من قراءة الوحي. |
---|