| المستخلص: |
هناك نوعان من الأنسجة الدهنية البيضاء التي تختلف في خصائصها؛ الدهون الموجودة تحت الجلد (Subcutaneous fat) والدهون الحشوية (Visceral fat). هناك أدلة متزايدة تشير إلى أن البدانة في منطقة البطن (السمنة الحشوية)، تساهم في زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. السمنة الحشوية تصبح أكثر انتشارا عند النساء مع تقدم العمر. بعد انقطاع الدورة الشهرية، تصبح المرأة أكثر عرضة لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ويعزى هذا الخطر جزئيا إلى زيادة تراكم الدهون الحشوية التي تجعل النساء عرضة للعديد من المشاكل الصحية. يعد النسيج الدهني من الأنسجة النشطة التي تفرز العديد من المواد والعوامل الكيميائية المرتبطة بأمراض القلب. البروتين الناقل للريتينول (RBP4) هو أحد البروتينات المفرزة من النسيج الدهني والذي يعمل على نقل الريتينول (فيتامين أ) في الدم. أظهرت العديد من الدراسات علاقة وثيقة بين RBP4 وتراكم الدهون الحشوية. بالإضافة إلى ذلك، كشفت نتائج الأبحاث إلى وجود صلة بين RBP4 والعديد من المشاكل الأيضية. على الرغم من أن الكثير من الدراسات أظهرت العلاقة بين RBP4 والدهون الحشوية، إلا أن الأبحاث عن ارتباط هذا البروتين مع الهرمونات الأنثوية وتراكم الدهون محدودة جدا. تعزى محدودية الدراسات في هذا الجانب إلى تأثير التغيرات الهرمونية على الأيض عند النساء. RBP4 قد يكون عامل للكشف المبكر لتوزيع الدهون في الجسم وخطر الإصابة بالمشاكل الأيضية لدى النساء. هدف الدراسة: تهدف الدراسة إلى البحث عن العلاقة بين RBP4 في الدم وتراكم الدهون البيضاء المختلفة عند النساء وعلاقته بعوامل الخطر الأيضية وتأثير العامل الهرموني على ذلك. المشاركين والخطوات العملية: هي دراسة استطلاعية مستقبلية شملت 411 امرأة صحية ظاهرياً (283 امرأة قبل سن انقطاع الطمث + 128 امرأة بعد انقطاع الطمث)، الفئة العمرية (18- 73)، تم استبعاد جميع النساء المصابات بأمراض معروفة أو يتناولن أدوية والحوامل من الدراسة. في هذا البحث، تم قياس الوزن، الطول، محيط الخصر، الورك، نسبة الدهون الحشوية وسمك ثنيات الجلد بأداة قياس خاصة. بالإضافة إلى ذلك، تم جمع عينات دم خلال الأيام الأولى من الدورة الشهرية لجميع المشاركات (في حالة عدم انقطاع الدورة الشهرية)؛ للحد من التباين الهرموني لدى المشاركات. في هذه الدراسة، تم قياس RBP4 والعوامل التي تساهم في تخزين الدهون بالإضافة إلى العديد من العوامل الكيميائية الأيضية بواسطة أجهزة الكيمياء الحيوية، وأخيرا تم تحليل البيانات باستخدام برنامج SPSS version 23. النتائج: وجدنا ارتباطات طردية قوية بين RBP4 وعوامل الخطر الأيضية وهي؛ الدهون الحشوية، نسبة الدهون الكلية في الجسم، مؤشر كتلة الجسم، محيط الخصر، الكولسترول الكلي، الكولسترول الضارة، الدهون الثلاثية، مستوى السكر وهيموجلوبين السكر. بالإضافة إلى وجود علاقة عكسية قوية بين RBP4 والكولسترول النافع ونسبة العضلات في الجسم. أظهرت نتائج هذه الدراسة أيضا، أن العلاقة بين RBP4 والدعوة الحشوية كانت الأقوى من بين جميع العوامل الحيوية الكيميائية التي تم قياسها. وكشفت الدراسة أيضا أن RBP4 مع الدهون الثلاثية هما العاملان الرئيسي الذي يحدد الدهون الحشوية (R2=0.219, p<0.001)، بينما هرمون الأنسولين كان العامل الرئيسي الذي يحدد الدهون الموجودة تحت الجلد (منطقة البطن:R2=0.142, p<0.001) و(الذراع: R2=0.104, p<0.001) ومن المثير للاهتمام، وجدنا علاقة قوية بين RBP4 ونقصان هرمون البروجسترون، والذي قد يفسر سبب الاختلاف الكبير في مستويات RBP4 بين النساء قبل وبعد سن انقطاع الطمث. ومن الجدير بالذكر، لم نجد هذه العلاقة مع أي من العوامل الأخرى المرتبطة بزيادة تراكم الدهون في الجسم. الخاتمة: هذه الدراسة سلطت الضوء على أهمية RBP4 كعامل رئيسي لعوامل الخطر الأيضية المرتبطة بتراكم الدهون في الجسم. الدهون الحشوية ارتبطت بشكل رئيسي ب RBP4 تلتها مستويات الأنسولين في الدم. ومن جهة أخرى، الدهون الموجودة تحت الجلد ارتبطت بشكل مباشر بمستويات الأنسولين. نتائج هذه الدراسة تقترح التركيز بشكل أكبر على RBP4 كعامل مهم في الكشف المبكر لتراكم الدهون لدى النساء.
|
