ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







روح الحضارة الإسلامية

المصدر: الإسلام اليوم
الناشر: المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ( إيسيسكو )
المؤلف الرئيسي: العروي، عبدالله (مؤلف)
المجلد/العدد: مج35, ع36
محكمة: نعم
الدولة: المغرب
التاريخ الميلادي: 2019
التاريخ الهجري: 1440
الصفحات: 67 - 72
ISSN: 0851-1128
رقم MD: 950078
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: IslamicInfo
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون
حفظ في:
المستخلص: إن المؤرخ يصف، ويعلل إن أمكن، كل ما يسميه، اصطلاحاً، الحضارة الإسلامية. وفي غياب ضابط متفق عليه، لا يطلب منه أن يميز بين ما هو إسلامي وما هو غير إسلامي في الحضارة المذكورة. أما روح الحضارة الإسلامية، فقد يفترضه المؤرخ كفرد، وقد يوافقه على النتائج التي يصل إليها المتكلمون، لكنه كمؤرخ لا يستطيع أن يثبت موضوعية الروح المفترض، ولا أن يبين ما يربط ذلك الروح بمظاهر الحضارة المدروسة بكيفية برهانيه. يحق للمؤرخ أن ينسلخ عن منهجه ويتحول إلى متكلم، بشرط أن يصارح القارئ، ولا يقدم اجتهاداته الكلامية في ثوب اكتشافات تاريخية. أود لو أمكن لي الوقوف عند هذا الحد. لكنني أعلم أن حركة فكرية نشيطة تحاول أن تحدد هوية الحضارة الإسلامية، مقابل الحضارات الأخرى. إني أعتقد أنها لم تستوف جميع الشروط التي ذكرتها سابقاً، لكنها تتقدم بسرعة نحو الهدف المنشود. إن المفاهيم التي تدور حولها هي، فيما أرى، أربعة: -الفطرة. -العدل. -التنزيه. -مكارم الأخلاق. هذه مجموعة قيم، مرتبط بعضها ببعض، سلوكية، ذوقية، فكرية، تميز المسلم عن غيره، تلون مجتمع المسلمين -لا أقول المجتمع الإسلامي -عن مجتمع غيرهم، وهي ثابتة لا سبيل إلى تجاوزها في المنظور الزمني الحالي، مهما تغيرت الأوضاع الاجتماعية القائمة. هل يمكن أن نعلل بهذه القيم مظاهر الحضارة التي نسميها اصطلاحاً إسلامية، وكل ما جريات التاريخ الذي نسميه إسلاميا؟ من الواضح أن هذا غير ممكن. إنني أسجل ما يقوله المتكلم المحدث عن روح الحضارة الإسلامية، بل إني كفرد أشاطر استنتاجاته لكن كلامه محدود بالوضع الحالي: وضع حضارة المسلمين ووضع الحضارات التي يعتبرونها -أي المسلمون -منافسة لهم. إنه كلام يبرز هوية المسلمين الحالية، لا هوية مسلمي الماضي أو المستقبل.

ISSN: 0851-1128