المستخلص: |
من خلال العرض السابق يمكننا القول إن الأعمال المعمارية الدينية للسلطان شاه جهان لم تقتصر على مديني أجرا ودلهي، بل شملت أيضا أقاليم أخرى خارج هذين المركزين، وأنه كان للعاطفة الدينية القوية للسلطان واحترامه للصوفية أثر بالغ في اهتمامه بالمنشآت الدينية في كافة أرجاء الهند، وأن الأضرحة التي بناها سواء لوالده السلطان جهانكير أو لآصف خان والد زوجته لم تكن مكانا للدفن فقط، بل كانت مكانا للعبادة وقراءة القرآن وإقامة الاحتفالات الدينية في المناسبات المختلفة. واشتملت المباني الدينية للسلطان شاه جهان علي مميزات خاصة عكست سمات العمارة الإسلامية في عصر هذا السلطان، سواء ما يتعلق منها بناحية التخطيطات المبتكرة مثل تخطيط ضريح جهانكير ومسجد شاه جهان في تهتا أو ما يتعلق منها بأساليب زخرفية جديدة، مثل أسلوب البيترا دورا، أو ما يتعلق منها بخامات البناء وشيوع استخدام الرخام الأبيض في أعماله المعمارية، وبصفة عامة فإن الأعمال المعمارية الدينية للسلطان شاه جهان في إقليم البنجاب قد بنيت وفق الأسلوب الإمبراطوري في دلهي وأجرا، ولم تتبع المدرسة المحلية في لاهور، على عكس مسجده في تهتا الذي يمكن اعتباره امتدادا للفن العمارة الإسلامية في إيران. ولعل هذا البحث ينبه الباحثين لتوجيه الاهتمام نحو دراسة العمارة الإسلامية المغولية في الهند بمدارسها المختلفة خارج حدود العواصم الرئيسة في دلهي وأجرا.
|