المستخلص: |
هدم صورة شايلوك النمطية في مسرحية التاجر لأرنولد ويسكر أحمد الكحكي وجد الكاتب المسرحي الإنجليزي اليهودي أرنولد ويسكر نفسه في مأزق وجداني كبير بعد حرب عام 1973 بين إسرائيل والعرب حتم عليه إعلان عدم تقبله الاستمرار في تقديم شخصية شايلوك المرابى اليهودي وتكرار صورته النمطية ككاره للمجتمع المسيحي وسافك لدمائه. كما أعلن ويسكر عن رفضه لدوام تناولها بهذا الشكل في قاعات الدراسة وعلى المسارح. ومن هذا المنطلق جاءت كتابته لمسرحية " التاجر " التي تعيد تقديم قصة العقد بين المرابى اليهودي شايلوك وتاجر البندقية المسيحي أنطونيو ولكن من منظور مغاير تماماً لما كتبه وليم شكسبير في وقته، فالعلاقة بين المسيحي واليهودي هي علاقة صداقة وطيدة قائمة على الحب والاحترام المتبادل بل وخرق قانون البندقية تحدياً من أجل إثبات صدق تلك العلاقة. وعلى الرغم من أن القصة تنتهي بانتصار الجانب المسيحي لمتمثل في مجلس مدينة البندقية وقاضيها وانسحاب اليهودي مثلما فعل في مسرحية شكسبير " تاجر البندقية"، إلا أن شايلوك اليهودي في مسرحية أرنولد ويسكر يعلن في نهايتها عن إعتزامه الارتحال إلى فلسطين كما سيفعل ذلك مثله كل من ضاقت بهم الأرض من اليهود أمثاله. يعمل هذا البحث على دراسة علاقة النص القديم لقصة المرابى اليهودي بصورته النمطية عند وليم شكسبير والنص الجديد لذات القصة عند أرنولد ويسكر في ضوء أحد مفاهيم المدرسة التاريخية الجديدة وهو مفهوم الحوار بين الخطابات الثقافية الذي يتيح للخطابات الغير مهيمنة فيما مضى فرصة التعبير عن نفسها مما يتيح لنا رؤية الماضي من منظور مغاير لما فرضته علينا خطابات ثقافية عملت في زمانها على إقصاء الآخر وحصره ذهنياً في صور نمطية. إلا أن مسرحية " التاجر" لا تقف عند حد هدم النمط ولكن تذهب من خلال الهيمنة على الخطاب بشكل جديد إلى إعادة بناء شخصية اليهودي كرجل محب لأصحابه يتحدى القانون من أجل ما يؤمن به من قيم الصداقة كما أن ثروته الحقيقية هي مكتبته التي تحوي كتباً نادرة اعتبرتها الكنيسة وقتها كتباً محرمة وعندما تضيق به السبل يعلن أنه سيتخذ من فلسطين وجهة له ولكل بني جلدته.
Facing the serious existential question of whether it was still plausible to present the centuries-old Shakespearean stereotype of Shylock on world stages after the 1973 war with Israel, Arnold Wesker resorted to writing his version of the story of the contract between the Christian and the Jew. Thus, Wesker’s The Merchant is not merely a destereotyping of the Elizabethan time villain but also a negotiation of the dominant discourse of the world classic The Merchant of Venice. This paper studies Wesker’s negotiation of that dominant European discourse through a new historicist approach, which entailed the rewriting of the old story and the recreation of a new Shylock: a philanthropic old-aged Jewish hoarder of rare books instead of money and jewels who is compelled by the Venetian law to loan money for interest. The destereotyped Shylock speaks against the historical Venetian laws that restricted Jews to work in usury as a large sum of its interest went to the Venetian treasury.
|