ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







الوعي البيئي في لبنان : إشكالية العلاقة بين وسائل الإعلام والجمعيات البيئية

المصدر: المستقبل العربى
الناشر: مركز دراسات الوحدة العربية
المؤلف الرئيسي: إقليموس، ناتالى (مؤلف)
المجلد/العدد: مج42, ع483
محكمة: نعم
الدولة: لبنان
التاريخ الميلادي: 2019
الشهر: مايو
الصفحات: 96 - 111
ISSN: 1024-9834
رقم MD: 956605
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: EcoLink
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

216

حفظ في:
المستخلص: ساهمت الأزمات البيئية المتلاحقة، سواء عالمياً أم محلياً، إلى حد كبير، في جذب وسائل الإعلام إليها، وفرضت على الصحافيين إعادة ترتيب أولوياتهم وأجنداتهم. على سبيل المثال، أزمة النفايات التي تفشت في لبنان منتصف عام2015 ، أعادت تصنيف موقع البيئة في المشهد الإعلامي اللبناني مقابلة بموضوعات أخرى. فبات الواقع البيئي يتصدر عناوين الصحف، وصور أكياس القمامة تغزو الصفحات الأولى، سواء أكانت تخصص الصحيفة سلفاً صفحة للبيئة أم لا. وتحول الناشطون البيئيون الذين لم يجدوا لسنوات من يسمع لهم، إلى ضيوف معززين مكرمين في برامج "التوك شو". بيد أن هذا الاهتمام الإعلامي البيئي الظرفي أو سواه من الظروف الاستثنائية لا يمكنه أن يكرس لدى الجمهور الوعي البيئي الذي يحد من المشكلات البيئية المتراكمة. لذا يبقى دور الإعلام البيئي مجتزأ ما لم يتوخ في مضامينه سلسلة أهداف وغايات تتخطى مجرد الإخبار الموسمي. ومن أبرز تلك الغايات: إحداث تغيير سلوكي في تعامل المواطنين مع البيئة، ومساعدتهم على الانخراط في عملية حماية البيئة والحفاظ على مواردها، وفي الوقت عينه تحفيزهم على إيصال آرائهم إلى المعنيين، ما يعني أن على "وسائل الإعلام، ألا تكتفي بدورها كشاهد أو كناقل، لقضايا البيئة، بل أن تسعي إلى المساهمة في نشر الوعي البيئي السليم إضافة إلى دورها في تغطية المشكلات البيئية" (12). لذا من خلال دراستنا للعلاقة بين الصحافيين المتخصصين في الملف البيئي والجمعيات البيئية، تبين لنا تعذُّر بلوغ الوعي البيئي المنشود لدى المواطنين ما لم تعالَج مجموعة من الثغر. إن ضعف المعالجة الصحافية لموضوع البيئة مرتبط بمكامن الخلل في مهارات الناشطين البيئيين لدى الجمعيات البيئية. فالعدد الأكبر من هذه الجمعيات يفتقر إلى التخصص، وأهدافه متشعبة، وغاياته متداخلة، واهتماماته متعددة. لا تركز الجمعيات نشاطها على مكون واحد من البيئة، أو على حماية عنصر من عناصر الطبيعة، بل تبدو منهمكة بمختلف الشجون البيئية وهذا يضعها في حال من الإرتباك والمراوحة في المكان عينه. لذا لا يكفي أن تعترف الجمعيات البيئية بأنها عاجزة عن بلوغ هدفها من دون الإعلام، ولا بد من تعزيز مهاراتها التواصلية، وإتقان لغة الصحافيين وخصوصية العمل الإعلامي، عبر تخصيص ملحق إعلامي يتابع معهم بحسب أنشطة الجمعية. مع وجود الملحق الإعلامي تحل الجمعية عدداً من المشكلات، أبرزها: وجود خبر بيئي صالح للنشر مزود بصور أو بشريط فيديو، يعمم على الوسائل الإعلامية، من جهة يتسلم الصحافي مادة قابلة للنشر، ومن جهة أخرى يصبح على دراية بالكلمات المفتاحية الخاصة بالموضوع البيئي، وبالتالي تسقط التحليلات الصحافية الخالية من الخلفية البيئية. انطلاقاً مما تقدم، تبقى مساعي البيئيين مبتورة ما لم تلاقهم جهود الصحافيين إلى منتصف الطريق. كذلك سيتعذر طرح القضايا البيئية للنقاش في حقل الفضاء العمومي، ما لم يتعاون الباحثون البيئيون المفترض بهم معاينة الموضوعات البيئية والعمل على أشكلتها وطرحها كقضية للنقاش أمام مختلف الأطراف المعنية، عندها تنجذب وسائل الإعلام نحوهم وتلاقيهم، بالتالي تتحقق إمكان طرح القضايا البيئية في حقل الفضاء العمومي لتتمكن من النفاذ إلى دوائر صنع القرار.

ISSN: 1024-9834