المستخلص: |
بعيدا عن التصورات السلبية الاستشراقية التي قاست طبيعة الوجود العربي بحياة البداوة في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وانطلاقا من الرؤية الظاهراتية التي تستبطن الظاهرة وصولا إلى ماهيتها كان السفر في مجاهيل الوجود والعدم عند عربي ما قبل الإسلام الذي عاش تداخل الوجود والعدم تارة، وانفصالهما تارة أخرى، عاش صراعا متواصلا بين طرفين متباعدين لا يلتقيان إلا ليتصارعا حول أحقية وجود الأول في نفي الثاني، فمن جدلية الصراع الوجودي في بيئة فرض معطياتها نمطان من الحياة كان اللجوء إلى النظرية الوجودية، والانطلاق من الوجود المدرك، وهو الوجود الذي يسبق الماهية على وفق ما أكدته فلسفة الوجودية، التي ظهرت في القرن العشرين، ونادت بأهمية وجود الفرد الإنساني وقيمته، وانتشرت في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي. ويمكن الإقرار بأن الوجودية جاءت ردة فعل على ما خلفته الحرب العالمية من دمار وفناء.
|