المستخلص: |
يقدم المؤلف في بداية هذا البحث لمحة عن تاريخ الخطابة الغربية التي اتسع نطاقها في المنجز الأرسطي، لتشهد في مراحل لاحقة تقلصا وتراجعا ذهبا بأبرز أقسامها، وكادا يحولانها إلى خطابة عبارة وأسلوب، بعد أن كان مدارها على الكشف عن السبل الممكنة لتحقيق الإقناع في أي موضوع من الموضوعات. ويكشف المؤلف في القسم الموالي عن المنعرج الذي شهدته الخطابة في منتصف القرن العشرين والذي تمثل في إحياء الخطابة الأرسطية إحياء استرجعت الخطابة بفضله جزأها الحجاجي المفقود، ورافقته دعوات إلى توسيع دائرة الجهاز الخطابي، لتشمل-إلى جانب البحث في بلاغة الخطاب القولي-الكشف عن البلاغة في سائر الخطابات التي تتشكل من رموز غير لغوية. ويخصص المؤلف القسم الثالث من البحث لعرض أولى المحاولات في نقل الجهاز الخطابي إلى عالم الصورة المرئية، نعني بذلك محاولة جاك ديران الرائدة التي بقيت-على أهميتها-أسيرة تصور ضيق لم يستلهم فيه ديران من الموروث الخطابي إلا ما تعلق بالوجوه البلاغية المعروفة. ويستعرض المؤلف في القسم الأخير من البحث محاولات معاصرة الجامع بين أصحابها استلهام الموروث الخطابي الأرسطي، على نحو يعيد الصلة قوية بين الخطابة والإقناع، ومن ثم يسند إلى الصورة المرئية وظيفة حجاجيه. وهو ما يمثل منعرجا مهما، انتقلنا فيه من البحث عن الوجوه المجازية ونظائرها في الصور المرئية إلى البحث في سبل الإقناع المتحققة بالصورة المرئية.
The author provides, at the beginning of this paper, an overview of the history of Western rhetoric that has been expanded in Aristotle’s Rhetoric, to witness in the later stages a movement of contraction and decline and end at last to become just an ornamental rhetoric, after being a tool used by Aristotle to discover the possible ways to achieve persuasion in different topics. The author reveals, in the next section, the great mutation that rhetoric witnessed in the mid-twentieth century. Rhetoric had recognized a rebirth accompanied by calls to expand its scope in order to encompass the study of nonlinguistic discourses. The third section is devoted to the Presentation of the first attempts to transfer the rhetorical theory to the visual world. This attempt led by J. Durand remains limited, because he takes the rhetoric in a very narrow sense. In the last section, the author presents some contemporary approaches followed Aristotle in establishing a strong link between rhetoric and persuasion, and then assigned to the visual image an argumentative function. Instead of looking in visual images figure of speech like metaphors, the focus is put on the ways of persuasion achieved by visual images.
|