المستخلص: |
تعد ظاهرة التناص إحدى الظواهر الفنية، ذات الأثر البالغ في التشكيل الجمالي للخطاب الشعري المعاصر، يعاد فيها اكتشاف الماضي، أو قراءته في ضوء الحاضر، للتعبير عن خصوصية مبدعها في تعبيره عن الواقع. وإذا كان النص الشعري شبكة من الاقتباسات، فهذا يعني انفتاح الشاعر على الذاكرة البشرية، وفق مجموعة من القوانين، تتحدد بها مصطلحات التناص ومنطلقاته، وقد اتضح ذلك في مقدمة البحث، ثم أردف بتبيان مفهوم الأدب الشعبي وأهميته بوصفه جزءا مهما من كيان الأمة، وهويتها الوطنية، ووجودها الحضاري. إن توظيف توفيق زياد للأدب الشعبي في قصائده الشعرية، يظهر مدى وعيه بالتراث، باعتباره جسرا رابطا بين رغبته في الحلول بالأرض، والاتصال المباشر بالجماعة، وقد تمثل ذلك في توظيفه للحكايات، والأغاني، والعادات والتقاليد، والأمثال الشعبية، التي خرج بها في أغلب الأحيان من دلالاتها الموروثة إلى دلالات جديدة، وخلق بذلك مجالا حيويا للتفاعل بينه وبين نبض الشعب، وأصبح للقصيدة طاقة تأثيرية، وحضور فاعل في تعبيرها عن الواقع، والطموح إلى صنع مستقبل إنساني أفضل.
|