المستخلص: |
يتناول هذا البحث تقييم الاضطرابات الأخيرة التي شهدتها السياسة السودانية، من خلال الجهات الفاعلة في الثورة والثورة المضادة التي ميزت مرحلة ما بعد البشير، ويرى أن الانكماش الاقتصادي كان من أكثر القضايا التي شكلت تحديا في سنوات حكم عمر البشير الأخيرة، وقد تحول إلى أزمة اقتصادية كبيرة عام 2018، وشهدت شوارع الخرطوم احتجاجات شديدة كما حدث في الربيع العربي، أدت في 11 نيسان 2019 إلى وضع حد لحكم البشير الذي استمر ثلاثين عاما. وقوبلت وعود المجلس العسكري المؤقت بالانتقال إلى الإدارة المدنية بالشكوك من قبل الرأي العام. وأسفر الهجوم الدموي على الجماهير المؤيدة للديمقراطية التي رفضت مغادرة الشارع يوم 3 حزيران 2019 عن مقتل 128 مدنيا. وقد أظهر الحادث الأخير تردد المجلس العسكري المؤقت القريب من محور السعودية ومصر والإمارات في التخلي عن السلطة، وتحول السودان إلى ميدان للصراع بين قوي الثورة والثورة المضادة.
This research examines the recent turmoils that characterize Sudanese politics since the ousting of Bashir between the revolutionary and counter-revolutionary actors. It is seen that the economic downturn was one of the most challenging issues in the last years of Omar al-Bashir's rule and has turned into a major economic crisis in 2018, where Khartoum streets witnessed strong protests resemble those of the Arab Spring, led to the end of the 30-year rule of Bashir on April 11, 2019. The public opinion questioned the promises of the Interim Military Council of transiting authority to a civil administration. The bloody attack on the pro-democracy masses, who refused to leave the street on June 3, 2019, killed 128 civilians. This incident demonstrated the tendency of the Interim Military Council toward the axis of Saudi Arabia, Egypt and the UAE in relinquishing power; and the turning of Sudan into a field of conflict between the forces of revolution and counter-revolution.
|