المصدر: | مجلة جامعة دمشق للآداب والعلوم الإنسانية |
---|---|
الناشر: | جامعة دمشق |
المؤلف الرئيسي: | بدر الدين، أميمة (مؤلف) |
المجلد/العدد: | مج 26, ع 3,4 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
سوريا |
التاريخ الميلادي: |
2010
|
الصفحات: | 47 - 87 |
ISSN: |
1818-5010 |
رقم MD: | 97706 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | HumanIndex, AraBase |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
القسم أسلوب عربي قديم استعمله العرب لتوكيد المعنى وإثباته، ولإبراز الجد فيه، وقد نزل القرآن الكريم بلغتهم فاستعمل القسم، واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم فيما بعد للمعنى نفسه، إلا أنه أعطاه معنى التعظيم لارتباط القسم النبوي باسم الله تعالى أو بصفة من صفاته، وتحريمه القسم بغير الله، وتنوعت صيغ المقسم به في الحديث إلا أن أكثرها ورودا على لسان النبي صلى الله عليه وسلم: والذي نفس محمد بيده، والذي نفسي بيده، وقوله: لا ومقلب القلوب إذا اجتهد في الدعاء، كما أشار رواة الحديث. والقسم النبوي قسمان: القسم الظاهر، والقسم المضمر، وهو نوعان: ما دلت عليه اللام، والقسم الثاني: ما دل عليه المعنى، والملاحظ أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يظهر فعل القسم إلا نادرا، كما أنه لم يحذف المقسم عليه (جواب القسم(ولعل السبب في ذلك هو طبيعة مهمة النبي صلى الله عليه وسلم، وهي التبليغ الذي يحتاج إلى الشرح والتفصيل والبيان ليفهم السامع، وللقسم النبوي قيمة بلاغية تمثلت بـ: الإيجاز في القول، وتوكيد الأمر وإثباته وإظهار الجد فيه، وبيان أهمية المقسم عليه، وتنويع أساليب الخطاب لدفع الملل عن السامع، وغيرها فكان القسم أسلوبا هادفا ملتزما بمبادئ الدعوة، مرسخا لمبادئها، كما كان غيره من الأساليب النبوية الأخرى. قد تكفي اللمحة والإشارة في الانصياع للحق عند أصحاب النفوس الصافية، وقد تحتاج النفوس التي رانت عليها سحابة الجهل، وغشيتها ظلمة الباطل إلى مطارق الزجر وصيغ التأكيد حتى يتزحزح نكيرها، وقد أدرك العرب ذلك وهم أهل لسن وفصاحة، يعرفون قيمة الكلمة وتأثيرها، واختلاف الكلام باختلاف مقتضى الحال، فاستعملوا أساليب للتأكيد منها القسم، وهو أسلوب خطابي يتخلله البرهان المفحم والاستدراج بالخصم إلى الاعتراف بما يجحد، وقد نزل القرآن بلسانهم وطرقهم في الكلام فاستعمل القسم وكان له منهجه الخاص الذي أثار انتباه العلماء عبر التاريخ فكتبوا فيه كثيرا واجتهدوا في تفسيره وبيان منهجه وأعادوا، ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلم وهو العربي القرشي فاستعمله أيضا، إلا أن قسمه كان يختلف بعض الشيء عن القسم القرآني، إذ نهج النبي صلى الله عليه وسلم نهجا خاصا جعل صفة التعظيم لصيقة بالقسم، وذلك لملازمته القسم باسم الله تعالى أو ببعض صفاته- خلافا لما رأيناه في القرآن الكريم من قسم بالله أو بآية من آياته أو بحياة نبيه صلى الله عليه وسلم مؤكدا ومنبها، معلما ومربيا، فكان معلما في قسمه كما كان معلما في كل أسلوب من أساليبه الخطابية التي استعملها في كلامه. |
---|---|
ISSN: |
1818-5010 |
البحث عن مساعدة: |
654119 |