المستخلص: |
تتجلى ملامح الشخصية في الشعر العذري بشكل لافت، من خلال تلفظها وحوارها ولغتها، واستحضارها في سياقات متعددة، فالشخصيات في الشعر العذري تتجاوز الشاعر والمرأة إلى الشخصيات الإنسانية حتى تصل إلى الشخصيات التي تنتمي إلى عالم الحيوان، ولهذه الشخصيات عبر امتداد القصيدة فاعليات وأدوار تبرز ملامحها الظاهرة والباطنة. وتكشف القراءة السيميائية عن الشخصية في تجلياتها بما تحمله من إشارات أو علامات، حتى أصبحت شخصيات النص العذري علامات تحتاج إلى تأويل، فالشخصية في النص العذري تبرز ملامحها الخارجية والداخلية مرتبطة ارتباطا بالرؤية التي ينطلق منها هؤلاء الشعراء حتى ظن أنهم ينتمون إلى عالم الأسطورة أكثر من انتمائهم إلى عالم الواقع. ولأن السيميائية تركز على العلامة فإن شخصيات العذريين تعدو علامة يقرأ بواسطتها عالم الجسد في حركاته وحواسه ووظائفه، فإن الهدف الأساسي من هذه الدراسة يتمثل في الكشف عن الشخصية في نص العذريين من منظور سيميائي، فالسيميائية اعتنت بالشخصية في النصوص الأدبية، وعمدت إلى قراءتها على أنها عنصر أساسي يتمحور حولها النص. فالعلامات المنتجة في نصوص العذريين علامات متعددة وكثيرة، وهذه العلامات التي شكلت معالم الشخصية وأنماط تفكيرها ورؤيتها تحتاج إلى تأويل يكشف عن الدلالات الكامنة في النص الشعري، فعمدت الدراسة إلى إبراز فاعلية دور سيمياء الشخصية في سياقات النص لتصل إلى أن الشعر العذري في نسيجه اللغوي وتراكيبه وأيقوناته يختلف اختلافا واضحا عن غيره من الشعر.
|