المستخلص: |
إن ظاهرة الاستغناء من أهم الظواهر في الدرس الصرفي، إذ كثيراً ما تقوم لفظة مقام لفظة، أو يستغني بمصطلح عن مصطلح، أو بنية عن أخري، وغير ذلك من التغيرات التي تواكب البنية الصرفية، وما يحدث داخلها أو يعرض لها من تغيير ونحوه، ولهذا عرضت الدراسة الاستغناء في الظاهرة الصرفية، بالاعتماد على المنهج الوصفي. واشتملت الدراسة على مبحثين، أوضح الأول الاستغناء في الأفعال. وكشف الثاني عن الاستغناء في الأسماء. وخلصت الدراسة إلى مجموعة من النتائج ومنها، أن ظاهرة الاستغناء تدل على الطواعية الاستعمالية التي تتسم بها اللغة، كما تدل على قدرة اللغة على التجدد والتحديث حسب مقتضيات التعبير المختلفة ووفقا للظروف الزمانية والمكانية التي تعايشها اللغة وتعاصرها، وأنها لا تتوقف على مفردة أو لفظ. كما تدل النتائج على أن القاعدة اللغوية جاءت موافقة لاستعمال العربي واصفة للغة التي ينطق بها ضابطة للمعيارية التي اختارها في أصوله وبني عليها أحكامه التي توافق لغته. كما أشارت النتائج إلى استغناء العربي عن جمع الصفات تكسيراً بأن جمعوها جمع تصحيح لا تكسير، فقالوا في جمع فعال: فعالون، وكذا فعيل ومفعول ومَفعَل، استغنوا فيها بالتصحيح عن التكسير فيقال: شرابون وحسانون وفسيقون ومضروبون ومكرمون ومكترمون، كأنهم لاحظوا في هذه الصفات ما وضعت له، وما ترد له من المعاني فناسب جمعها جمعا سالما لاختصاصها بالشخوص ومن في أحكامهم. كُتب هذا المستخلص من قِبل دار المنظومة 2018
|