ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







الثورات العربية والنظام العربي والصراع على الأدوار الإقليمية

المصدر: شؤون عربية
الناشر: جامعة الدول العربية - الأمانة العامة
المؤلف الرئيسي: مرسى، مصطفى عبدالعزيز (مؤلف)
المجلد/العدد: ع 147
محكمة: نعم
الدولة: مصر
التاريخ الميلادي: 2011
الشهر: خريف
الصفحات: 16 - 31
ISSN: 1687-2452
رقم MD: 98668
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: EcoLink
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

132

حفظ في:
المستخلص: إن المحدد الأساسي لمحصلة علاقات القوى بين النظام العربي ومنطقة جواره الإقليمي، هو مدى قدرة الدول العربية في تفعيل مصادر قوتها للتعامل بندية مع دول الجوار الإقليمي. ولقد جاءت الثورات العربية لتضيف دوائر استقطاب وتفاعل جديدة على هذه العلاقات لم تكتمل ملامحها بعد. ومن المتوقع أن تستغرق عملية عبور المرحلة الانتقالية فترة ليست بالقصيرة، تبقى خلالها "دول الثورة" منشغلة بترتيب بيتها الداخلي وإعادة البناء، وستكون هذه الدول معرضة لمحاولات اختراق متعددة من دول الجوار بدرجات متباينة، وأهداف مختلفة. لعرقلة مسار هذه الثورات. ولهذا فإنه من المتوقع أن تشهد هذه المرحلة مزيداً من الصراع على الأدوار والمصالح الإقليمية والدولية في المنطقة العربية. وقد جاءت هذه الثورات في مرحلة يمر فيها النظام العربي بأسوأ فتراته. فهو يعاني من أزمة بنيوية متعددة الأبعاد نتيجة فقدانه لجزء من مصداقيته بسبب تصرفات أعضائه (نظامي صدام والقذافي كمثالين)، وفقد جانباً هاماً من هيبته المعنوية، كما تم تدويل عدد من قضاياه التي تدخل في صميم اختصاص النظام العربي (الاستعانة بالناتو وقوات الاحتلال الأمريكي كما حدث في ليبيا والعراق)، فـأصبح من الصعب الفصل بين ما هو عربي وما هو دولي أو إقليمي، وجعل بالتالي اختراق المجال السياسي العربي والقفز فوقه أمراً مألوفاً ومتكرراً. وإذا نظرنا لدول الجوار، نجد أن تركيا أعادت توجهها الأساسي إلى محيطها الحضاري والتاريخي وبصفة خاصة المنطقة العربية ورمت بثقلها فيه، وهي وإن كانت تسعى بطبيعة الحال لتوسيع نفوذها ودورها ومصالحها الإقليمية، فإنه بالإمكان العمل على تطوير علاقات المجموعة العربية بتركيا، لإقامة علاقات تقوم على الندية والتكافؤ، لتشكلا معاً قطباً جاذباً ومؤثراً يسهم في تغيير النهج الإيراني الإقليمي الحالي الساعي للهيمنة الإقليمية، والذي ثبت عدم جدواه، وأضاع العديد من الفرص للتعاون الإقليمي المثمر. وإذا كانت إيران، وإلى حدٍ ما تركيا، قد وجدتا في السابق مصلحة مباشرة في حالة الاستقرار السياسي والجمود في منطقة الجوار العربية، وذلك حماية لمصالحهما، وكأن مفهوم الاستقرار في نظرهما يعني المحافظة على الوضع القائم، فإننا نعتقد أن مجيء أنظمة الثورات العربية سيغير هذا المفهوم، وبالتالي سيؤثر على توجهات كل من تركيا وإيران. وبالنسبة لإسرائيل، فإنها ستستمر في سعيها لتكريس فارق القوة بينها وبين جيرانها العرب، وستحاول فرض أجندتها الإقليمية. ولكن قيام الثورات العربية ستجعل مهام الولايات المتحدة وإسرائيل في ممارسة سياسات التدخل والوصاية أكثر صعوبة، وستحجم أي دولة عربية عن العودة من جديد للدوران الكامل في الفلك الأمريكي/ الإسرائيلي بالشكل الذي كان متبعاً في السابق. وإذا تمكنت هذه الثورات في النهاية من إقامة أنظمة عربية تعبر عن إرادة شعوبها، فإن ذلك سيمكن العرب من استعادة دورهم المفقود وإرادتهم المسلوبة، وبالتالي سنشهد نظاماً عربياً جديداً. لكن لكي تطبق دول الثورة سياسة وطنية، يجب أن يكون لديها وسائل تطبيق هذه السياسة، ولكي تدرك هذه الوسائل يجب أن تكون لديها سياسة لاكتسابها، وفي مقدمة هذه السياسات، أن تكون لها سياسة تنموية وطنية في الداخل تعزز مركزها، وتجعلها قادرة على فرض وجودها وسماع صوتها في الخارج، وأن تعمل أيضاً على تفعيل العلاقات العربية – العربية في إطار من التكامل، لكي تتمكن من إقامة علاقات إقليمية جديدة مع دول الجوار على أساس معياري توازن المصالح وتكافؤ الفرص. وواقع الحال الراهن يشير إلى أن دول الثورة تمر بظروف اقتصادية صعبة، قد لا تمكنها من إعادة النظر في علاقاتها الإقليمية والدولية بالشكل المأمول فيه في المستقبل القريب المنظور وهو أمر طبيعي ومتوقع. ومن هنا تجيء الحاجة الملحة للتكامل العربي، فهو الوحيد القادر على توفير عناصر القوة والمنعة، وبدون هذا التكامل لن يكون للعالم العربي حدود يحترمها الطامعون والأقوياء. وفي ضوء المعطيات السابقة فإن جهود استنهاض النظام الإقليمي العربي بالدرجة التي تمكن من جعل مثلث القوة الإقليمي الحالي (تركيا – إيران – إسرائيل) يتحول إلى مربع إقليمي (تركيا – إيران – المجموعة العربية – إسرائيل)، قد يبدو صعباً، ولكنه غير مستحيل، إذا ما توافرت إرادة سياسية عربية مشتركة، لتجعله أمراً قابلاً للتحقيق.

ISSN: 1687-2452
البحث عن مساعدة: 776131 706556 713837 810273