ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







نحو إنشاء قوات حفظ السلام لمنظمة التعاون الإسلامى

العنوان بلغة أخرى: Towards Developing Peace-Keeping Forces for the Organization of Islamic Cooperation (OIC)
المؤلف الرئيسي: خليل، حازم محمد (مؤلف)
مؤلفين آخرين: قاسم، محيي الدين محمد (مشرف)
التاريخ الميلادي: 2015
موقع: القاهرة
الصفحات: 1 - 271
رقم MD: 987698
نوع المحتوى: رسائل جامعية
اللغة: العربية
الدرجة العلمية: رسالة ماجستير
الجامعة: جامعة القاهرة
الكلية: كلية الاقتصاد والعلوم السياسية
الدولة: مصر
قواعد المعلومات: Dissertations
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

259

حفظ في:
المستخلص: شهدت الساحة الدولية منذ إنشاء قوات حفظ السلام، متغيرات جيوسياسية وأمنية متلاحقة، تطلب ذلك من المنظمة الدولية التأقلم مع تلك التطورات بشكل يمكنها التعامل معها بديناميكية، لذلك، لم تقتصر قوات حفظ السلام على البعدين العسكري والأمني التقليديين والمتمثلان في مراقبة وقف إطلاق النار وتعزيز الاستقرار الأمني ونزع أسلحة المتحاربين، وإنما باتت تأخذ أشكالا جديدة ذات أبعاد غير نمطية تشمل- بجانب المهام الأمنية والعسكرية- مهاما إنسانية ومدنية واقتصادية وسياسية، وهو ما أصبح يعرف بعمليات حفظ السلام متعدد الأبعاد. لم يعد بالإمكان لدولة واحدة، بلغت قوتها ما بلغت، أن تعيش منعزلة عن غيرها مكتفية بما لديها مقطوعة الصلة بغيرها، في وقت أصبح فيه الحفاظ على الاستقلال بالمعنى التقليدي أمرا بعيد المنال، حيث أصبحت الحدود شفافة، والسماوات مفتوحة تستقبل ما ترغب فيه الدولة وما لا ترغب فيه؛ فالتعاون لم يعد اختيارا متاحا، بل ضرورة لازمة لتنمية وحفظ السلم والأمن الدوليين، وهما هدفا المنظمات الدولية، ويكفي للدلالة على أهمية المنظمات الدولية، عدم قيام حرب عالمية ثالثة إلى الآن. تعد منظمة التعاون الإسلامي (المؤتمر الإسلامي سابقا) هي منظمة دولية إقليمية تضم الدول التي تكون غالبية شعبها من المسلمين وتهدف إلى توثيق العلاقات بين المسلمين وإذكاء القيم الروحية والأخلاقية المستلهمة من الشريعة الإسلامية وحماية أمن الدول الأعضاء واستقرارها وتعزيز السلام العالمي، فهي التنظيم الدولي الوحيد الذي يقوم على أسس دينية وهو الانتماء إلى الإسلام مما يعطيها صفة متميزة عن باقي المنظمات الأخرى حيث إن الباعث على نشأتها عقدي (ديني) يتمثل في حريق المسجد الأقصى، وهي ليست منظمة دينية بالمعنى المألوف كمجلس الكنائس العالمي. بذلك أضحت ثاني أكبر منظمة دولية حكومية سياسية بعد منظمة الأمم المتحدة، وتنفرد المنظمة بشرف كونها جامع كلمة الأمة وممثل المسلمين الذي يعبر عن القضايا القريبة من قلوب ما يزيد على مليار ونصف مسلم في مختلف أنحاء العالم، وهي تعمل على تسوية النزاعات والصراعات التي تكون الدول الأعضاء طرفا فيها، وقد اتخذت المنظمة خطوات عديدة لصون القيم الحقيقية للإسلام والمسلمين وإزالة التصورات الخاطئة، كما دافعت بشدة عن القضاء على التمييز إزاء المسلمين بجميع أشكاله وتجلياته.

من الواضح أن الأزمات الخطيرة التي واجهت المسلمين على مدار العقود القليلة الفائتة أجهضت مكانة قوة الأمة الإسلامية، وأعاقت جهود نهضتنا، وأسهمت في تسهيل عمليات الاختراق والتدخل الخارجي في شئونها الداخلية، فكانت المحصلة أن العالم الإسلامي تخلف عن ركب الأمم المتقدمة وبات عاجزا عن اللحاق بقافلة التقدم، مما أدى إلى حالة من التبعية والانقياد، بل أحيانا الانصياع الأعمى. لقد شهدت منظمة التعاون الإسلامي منذ تأسيسها عددا من الصراعات بين الدول الأعضاء، والذي أدى بالمنظمة لإقامة عنصر متخصص لفض هذه الصراعات يدعى "وحدة السلام والأمن والوساطة في الأمانة العامة بجدة أملا في تعزيز دور المنظمة في الوساطة والدبلوماسية الهادئة كأدوات لمنع الصراعات وحلها، وفي ظل التطورات الراهنة في العديد من البلدان الإسلامية. تبرز أهمية إنشاء قوات حفظ سلام بشكل أوضح عندما نعتبر أن بعض أبرز المساهمين في عملية حفظ السلم في الأمم المتحدة دول أعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، وهذه التجربة مكسب بالنسبة للمنظمة من الممكن أن تسخره في الظروف المناسبة مستقبلا. وإذا كانت منظمة التعاون الإسلامي-حتى الآن-غير منخرطة في عمليات حفظ السلام رغم ضعف الدول أعضاء منظمة التعاون الإسلامي في أماكن محددة، إلا أنها تمتلك إمكانيات سلطة هائلة، توفر لهم فرصة مهمة للقيام بدور إيجابي فعال في حل النزاعات الدولية. تأتي (المادة ٣٣‏) من ميثاق الأمم المتحدة في مقدمة أحكام الميثاق التي يمكن الاستعانة بها لإنشاء قوات حفظ سلام لمنظمة التعاون الإسلامي والتي تتوازي مع المادة 27، 28‏ من ميثاق منظمة التعاون الإسلامي، أما المادة ‎52‏ من ميثاق الأمم المتحدة، أن تتعاون مع المنظمات الدولية والإقليمية الأخرى بهدف حفظ السلم والأمن الدوليين وتسوية النزاعات بالطرق السلمية والمادة ‎٥٣‏ التي يستخدم مجلس الأمن تلك التنظيمات والوكالات الإقليمية في أعمال الأمن والسلم الدوليتين، كلما رأى ذلك ملائما، ويكون عملها حينئذ تحت مراقبته وإشرافه.