المستخلص: |
استعرضت الورقة تغير مفهوم (المكتمل) ضمن المقاربة التشكيلية المعاصرة. فإن صفة الاكتمال في الفن التشكيلي لها أبعاد إنشائية تتصل بالموضوع المرسوم وبحثياته المرئية ولها ايضاً أبعاد مفاهيمية تنظيرية ما تنفك تؤسس لهذه الصفة التي تتغير تعاريفها ومقاييسها باستمرار. وأوضحت الورقة أن الإستطيقا الحديثة ومن بعدها المعاصرة صارت تتسم بليبرالية مطلقة في تعاطيها مع موضوعها وطرق ومواد إنشاء العمل الفني؛ فالفنان يظل سيد عمله ما دام محصناً بزمن الإنجاز، فإن إثارة مسألة اكتمال العمل الفني ضمن حيز استطيقي برفض النمذجة والتيبس على شاكلة جمالية واحدة صار يوهم على حد كبير بأن مفاتيح اكتمال اللوحة يحتكرها الفنان وحده في حين انه زج به هو الآخر ضمن منهج إنشائي يعتبره مجرد حلقة من الحلقات المكونة لكلية العمل الفني. وبينت الورقة أن العمل الفني المعاصر المعلن مكتملاً، وإن كان يحمل إمضاء الفنان وهو يستهجن، في مضمونه وأسلوب حياكته وإنشائيته، غاية الاكتمال ذاتها، خاصة وأن هذه التجارب لم تعد تناصر فكرة الاشتغال ضمن تيارات ومدارس فنية تقرب بتوجهاتها ومبادئها الموحدة اعمال الفنانين المنتمين إليها لأن الطليعية وطرافة الطرح التشكيلي باتت تتبنى على فردانية الطرح وفرادته. وختاماً إن التحول الذي أصاب مفهوم الاكتمال في الفن التشكيلي تجاوز صيغاً ومقاربات هي بالأساس (تقنوية)، تفرط في الولاء الحكائي لترتمي في أحضان التجريدي حيث الدينامية والحركية الداخلية، وحيث يمكن التعاطي مع مسألة اللامكتمل كمؤشر على دينامية المنتوج المرئي وحركيته الداخلية، ما يعني تدشيناً لتأويلية جمالية مغايرة قادرة على استكشاف رحابة المتخيل وتدخلاته المعقدة مع مختلف الأنساق التشكيلية. كُتب هذا المستخلص من قِبل دار المنظومة 2021"
|