المستخلص: |
لقد تناول المفسرون تفسير الأيات الكونية في القرآن الكريم منذ أن بدأت حركة التفسير وتنوعت مناهج المفسرين في تفسيرها سواء فسروها بالمأثور أو بالراي بناء على معارف عصرهم أو التزاما بدلائل النص، فإذا اعتمد المفسر في تفسيرها على المعارف الإنسانية كان هذا نوعا من الاجتهاد وهو التفسير العلمي بغض النظر عن صواب هذا التفسير أو خطأه، ولكن هذا النوع من التفسير اشتهر في العصر الحديث كونه عصر العلم وانطلق المفسرون للاستفادة من مكتشفات العلم في تفسير القران الكريم وهنا نجد العلماء بين مجيز ومانع ولكل وجهة نظر وحجة يحتج بها، وفي هذا البحث أراد الباحث أن يتناول مذاهب العلماء في التفسير العلمي وحكم التفسير العلمي عندهم وحجج وأدلة كل فريق ومناقشة هذه الأدلة ليصل الباحث بعد ذلك إلى ترجيح القول في هذه المسألة؛ ولأن تعريف التفسير العلمي له دور في الحكم عليه فقد بدأ الباحث به في هذا البحث. وقد توصل الباحث من خلال العرض العلمي لمباحث هذه المسألة ومطالبها إلى جواز التفسير العلمي بضوابط كغيره من أنواع التفسير بل إنه يحتوي على فوائد عظيمة سواء في تفسير النص، أو في توجيه الأمة للبحث العلمي بهدي من القرآن الكريم أو في الدعوة إلى الله كذلك، كما أن في هذا اللون من التفسير إظهار لإعجاز القرآن في عصر العلم والكشوف الحديثة وتجديد لمعجزة النبي الخاتم كما أن فيه حجة بالغة على أنه من عند الله الذي يعلم السر وأخفى، وفيه تصديق وتحقيق لوعد الله القائل: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الحَقُّ أَوَ لَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ).
|