المستخلص: |
كشفت الدراسة عن النصية بين المفهوم والمعيار. فتحتل مسألة النصية مكاناً مرموقاً في البحث اللساني لأنها تجري على تحديد الكيفيات التي ينسجم بها النص الذي هو وثيقة مكتوبة أو ملفوظ أو تلفظ فهي المرجع الأول لكل عملية تحليلية تكشف عن الأبنية اللغوية وكيفية تماسكها ويُحدد مفهوم النص في التراث اللساني العربي من خلال منظومة مفاهيمية متناسقة منسجمة مثل الجملة والكلام والبيان بأنواعه والخطاب والتبليغ وإذا كان النحاة والبلاغيون العرب لم يستعملوا مصطلح نص فلأن مفهومه كان مشغولاً بواحد من المصطلحات وإذا كانوا لم يعبروا بكلمة نص. وتناولت الدراسة مفاهيم النص فالنص نسيج من الكلمات يترابط بعضها ببعض وهذه الخيوط تجمع عناصره المختلفة والمتباعدة في كل واحد ما نطلق عليه مصطلح نص وهكذا يهتم التعريف بالربط اهتماماً كبيراً دون إشارة صريحة إلى الكتابة أو النطق وإن كان فيه ميل إلى الملفوظ، أما عن الوسائل التي تربط بين الأحداث الكلامية والتي تحدد العلاقات بينها في سياق الحال أو المقام تتمثل في الروابط الوصل والفصل والربط ويقترحان العديد من المعايير لجعل النصية أساساً مشروعاً لإيجاد النصوص واستعمالها ويمكن تصنيف هذه المعايير إلى ما يتصل بالنص في ذاته وهما معياراً السبك والحبك وما يتصل بمستعملي النص سواء أكان المستعمل منتجاً أم متلقياً وهما معيارا القصد والقبول وكذلك ما يتصل بالسياق المادي والثقافي المحيط بالنص وهى معايير الإعلام والمقامية والتناص. وخلصت الدراسة إلى أن نظرية السياق من أفضل المناهج لدراسة المعني بسبب ما تميزت به من عناية بالعناصر اللغوية والاجتماعية والابتعاد عن كثير من الأفكار البعيدة عن الواقع، وأن استصحاب سياق الحال ضروري لدراسة النصوص اللغوية المكتوبة التي فقدت عنصراً هاماً من عناصر السياق يتمثل في الأداء الصوتي وعلى قدر ما يمكن استحضار من عناصر يكون فهم للمعني من حيث الدقة والوضوح. كُتب هذا المستخلص من قِبل دار المنظومة 2021"
|