المستخلص: |
تثير هذه الدراسة إشكالية تفشي قلق الموت المزمن في شعر ابن خفاجة الأندلسي على الرغم من أن هذا الموضوع غدا من المسلمات به في الفكر الإسلامي، مما يعني أن هذا القلق متولد خارج إطار القناعات الدينية، ولكنه مترسب في أغوار النفس. والشاعر يظهر من ذلك قلقا عجيبا من الموت ويتشبث بمفاهيم البقاء، مع قناعته التامة بحتمية الموت وشموليته، فقاد ذلك إلى أرق الشاعر وشغل تفكيره بالمصير المنتظر، ومن هنا تستثمر هذه الدراسة جزئية القلق من الموت لدى ابن خفاجة وما انبنى عليها من صراع نفسي. كما تحاول أن تستجلب مقدرات علم النفس في محاولة لاستجلاء فضاءات هذا القلق في شعر ابن خفاجة الأندلسي، وهي فضاءات تحولت إلى خطاب يمكن أن يقرأ بوضوح في ثنايا شعره، وبالأخص قصيدة الجبل، وهي نص يرتهن إلى ثنائية الموت والبقاء، مما يحتم على الدراسة أن تسير في اتجاهين: اتجاه يكشف ملابسات تعمق خطاب الموت في شعر ابن خفاجة ومحاولاته الدؤوبة لأنسنة الجمادات ربما من قبيل الاستفادة من قدرتها على البقاء والسمو في الحياة. واتجاه آخر يكشف الخطاب الفني الذي لجأ إليه الشاعر لتمثل فكرة الصراع بين الموت والبقاء.
This study raises the problem of chronic death anxiety in his poetry, although this subject became for granted in Islamic thought. He shows (bizarre) strange concern of death with absolute satisfaction in the inevitability and comprehensiveness of death. Therefore, this study utilizes psychology in an attempt to clarify this anxiety that turned into speech that can be read clearly at the heart of his poems, especially in this poem. This study goes in two directions: A trend that clarify the deepened death speech and his tireless efforts to humanize inanimate objects to be used to survive in life with glory. The latest trend reveals the literary discourse used by the poet to represent the idea of conflict between death and survival.
|