المصدر: | مجلة وحدة الأمة |
---|---|
الناشر: | الجامعة الإسلامية دار العلوم وقف ديوبند - مجمع حجة الإسلام للبحث والتحقيق |
المؤلف الرئيسي: | الندوى، محمد راشد (مؤلف) |
المجلد/العدد: | س6, ع12 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
الهند |
التاريخ الميلادي: |
2019
|
التاريخ الهجري: | 1440 |
الشهر: | يونيو |
الصفحات: | 104 - 139 |
رقم MD: | 998183 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | IslamicInfo |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
إن هذه حقيقة جلية أن علماء الهند قاموا بجهود جبارة مكثفة في تطوير اللغة العربية وآدابها منذ بداية الإسلام في الهند، وذلك عن طريق التعليم الديني من التفسير والحديث والفقه الإسلامي وغيرها من العلوم العربية من النحو والصرف، والبلاغة والأدب واللغة والشعر، وهناك قائمة طويلة للكتاب البارزين الذين لهم مساهمة فعـالة في الأدب العربي بمؤلفاتهم القيمة وكتاباتهم الأدبية بأسلوب رصين رفيع جذاب خلاب ورشيق، حيث اعترف العرب بفضلهم وتضلعهم وتمكنهم في اللغة العربية وآدابها كتابة وخطابة وتكلما (تحدثاً). ومما لا يختلف فيه اثنان أن ندوة العلماء لكناؤ بالهند قد عنيت في العصر الحديث باللغة العربية عناية لا تبلغ مبلغها شقيقاتها في العناية والاهتمام، لأن مؤسسيها قد ركـزوا عنايتهم بتطويـر اللغة العربية كتابة وتحدثاً وخطابة وصحـافة، وتدريسا، وكثير من أبنـاء ندوة العلماء لهم جهود مشكورة طيبة في هذه اللغة، فقد استخدموهـا للدعوة والإرشاد وإيقاظ الشعور الـديني والحماسة الإيمـانية، وحازوا في هذا المجـال قصب السباق، ولهم جولـة وصولة في هذا الميـدان، وقد فـاقت شهرتهم الآفـاق، وسـارت بها الركبـان. ومن أبـناء ندوة العلماء المـوجودين المكثرين من الكتابة باللغة العربية وآدابها أستاذنا الفاضل الأستاذ السيـد محمد واضح رشيد النـدوي حفظه الله ورعاه، الذي وهبـه الله ملكة خاصة في الكتابة باللغة العربية، وهو أحد الأعـلام البـارزين المعاصـرين الذين لهم سمعة طيبة في الأوسـاط الدينية والعلمية والاجتماعية داخل الهند وخارجها، وهو ابن أخت العلامة أبي الحسن علي الـندوي والأخ الشقيق للشيخ محمد الرابـع الحسني النـدوي. نرى في هذا الوضع الحال أستاذنا - وعدد مثله ولا ننكر من ذلك - قد شد المئزر ومازال ولا يزال ينمق الجرائد والمجلات بمقالاته الفكرية آخذا مسائل الأمة المسلمة بالحل لتوعية أذهانها مستنكرا اتهامات الغرب أشد التنكير ويظهر هذا بكتابته التي حررها في مجلة البعث الإسلامي فهو يقول: "إن الإرهاب والقسوة ليست نتيجة للسياسة الأوربية وحدها، وإن كانت عنصرا من عناصر انتشار هذه الظاهرة في العالم، وإنما ترجع إلى الثقافة الأوربية ومعطياتها الفكرية والنفسية التي عاشت في العالم بعد الحرب العالمية، فإن بعض هذه المذاهب تدعو بصراحة إلى العنف، وإلى أخذ الحقوق بكل قسوة بل خسة بدون رأفة، وتعتبر الرحمة والمحبة والرأفة والمساواة والإيثار جبنا ونفاقا وخداعا، وقد دعا إلى هذا الموقف العنيد عدد من رواد الفكر الأوربي. وتقدم وسائل الإعلام المعاصرة صورا حية لذلك الفكر سواء كان ذلك مكيافيليا أم فكرا واقعيا أو اشتراكيا". وكما يقول مجيبا عن تهمة اتهمت من قبل أعداء الغرب: " كانوا يحاربون الإسلام بقولهم إن الإسلام دين السيف، وأثبت التاريخ أن الذين يعادون الإسلام يستخدمون السيف ضد من يختلف معهم أكثر، وأن عدد ضحايا سيفهم في فترة قصيرة يزيد عن ضحايا سيف الإسلام في ألف سنة، "هذان نموذجان ومثلهما كثير في مقالاته، فنحن اليوم بأمس حاجة إلى مثل هذا العبقري الكاتب البارع، العالم بأحوال الناس الذي ييسر مسائل المسلمين المهمة، وبأمس حاجة إلى آراءه القيمة المفيدة التي نخطط في ضوئها مستقبلتنا. |
---|