ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







واقع التعليم الإسلامي في الهند

المصدر: مجلة وحدة الأمة
الناشر: الجامعة الإسلامية دار العلوم وقف ديوبند - مجمع حجة الإسلام للبحث والتحقيق
المؤلف الرئيسي: القاسمي، محمد نوشاد النوري (مؤلف)
المجلد/العدد: س6, ع12
محكمة: نعم
الدولة: الهند
التاريخ الميلادي: 2019
التاريخ الهجري: 1440
الشهر: يونيو
الصفحات: 257 - 270
رقم MD: 998233
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: IslamicInfo
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

65

حفظ في:
المستخلص: إن الأقلية المسلمة في الهند كغيرها من الأقليات الإسلامية في كل مكان، تواجه مشاكل كثيرة في عدد من جوانب الحياة البشرية؛ ولكنها في نفس الوقت أقلية متميزة، إن النظام السياسي العالمي جعل المسلمين في الهند أقلية، مع كونهم بناة الوطن وحماته، واعتلائهم على عرش الحكومة العظيمة لمدة ثمانية قرون، ظلوا فيها يديرون دفة أمور البلاد بلباقة وإتقان، وتفانوا في سبيل تطويرها والحفاظ عليها. أما بالنسبة لتاريخ التعليم الإسلامي في الهند فاتفق المؤرخون على أن معظم سلاطين الهند اشتهروا برعاية العلوم والفنون والآداب، وحب العلماء والأدباء والشعراء والعاملين في مجال الثقافات المتنوعة؛ حتى "أن الإمبراطور المغولي العظيم شاهجهان قد وزن الملا عبد الحكيم السيالكوتي مرتين بالفضة، والقاضي محمد أسلم الهروي (والد العلامة مير زاهد) مرة بالذهب، وكانت هذه عادة الملوك القدماء لإظهار احترامهم وتقديرهم وإجلالهم". (1) وحسبي أن أنقل هنا قبسا مما كتبه المفكر الإسلامي الكبير سيد أبو الحسن علي الندوي في مقدمة كتابه "المسلمون في الهند"، حيث قال: "وتدل كذلك على تقصير علماء الهند في القيام بمهمة التعريف بهذا القطر العظيم، وبهذه الأمة الإسلامية العظيمة التي مثلت دورا رائعا في تاريخ الإسلام وتاريخ العلم العام، وأضافت ثروة ذات قيمة عظيمة إلى مكتبة الإسلام العامة، وأتحفتها بطرف غالية تتجمل بها المكتبة العربية، وتزدهر بها على سمتها وغناها، وتفردت ببعض العلوم الإسلامية، التي كانت ولاتزال فيها الهند زعيمة العالم الإسلامي وحاملة لوائها عدة قرون، كعلم الحديث، والفقه وأصوله، في القديم والسيرة النبوية وعلم الكلام والدعوة إلى الإسلام في هذا العصر، وأنجبت الهند رجالا، شهد لهم علماء العرب بالفضل، وعكفوا على كتبهم ومؤلفاتهم ينقلون ويقتبسون، ويستدلون ويحتجون، وقد أنجبت كذلك علماء، يندر نظيرهم في الذكاء وخصوبة الفكر والابتكار العلمي، وأنجبت كذلك فضلاء لا يضارعون في كثرة المؤلفات والإنتاج'' (1). ولم يكن الشيخ الندوي فيما كتبه مجانبا للصواب والحقيقة، فهذا جزء لامع من تاريخ الثقافة الإسلامية في الهند، بيد أن سقوط الحكم الإسلامي في الهند بيد الاستعمار البريطاني عام 1857 م كان سدا على تيار فكري وتعليمي وسياسي واقتصادي، كأنما ألقي ماء على نار، حيث قام حاجز سميك لجميع أنواع الازدهار والتطور، إلا أن الأمة المسلمة تماسكت أمام الطوفان، وشقت طريقها-بجهد جهيد وكد وتيد-إلى الأمام، وحاولت أن تقشع غياهب الظلم والاستبداد بعزيمة وفتوة، أجل! اختلف المفكرون الإسلاميون في وضع نظام تعليمي، وسلكوا طرائق قددا، مما أوجد عددا من النظم التعليمية المعاصرة، كما سيأتي بيانها.

عناصر مشابهة