المستخلص: |
موضوع البحث: "السراج المنير للخطيب الشربيني وإرشاد العقل السليم لأبي السعود من الجزء التاسع عشر إلى الجزء الحادي والعشرين من القرآن الكريم دراسة تحليلية مقارنة". تحت هذا الموضوع سعى الباحث إلى إبراز جهود عالمين جليلين من العلماء الذين خدموا كتاب الله، وذلك من خلال التعريف بهما وإظهار القيمة العلمية لتفسيريهما، والمنهج الذي سار عليه كل منهما مع ذكر المصادر التي اعتمدها في تفسيره. وقد اشتمل البحث على أربعة فصول وخاتمة. تناول الباحث في الفصل الأول التعريف بالمفسرين وشيوخهما وتلاميذهما ومصنفاتهما، وثناء العلماء عليهم. كما تطرق الباحث إلى التعريف على منهجيتيهما واهتماماتهما في تفسيريهما، واستعرض الحالة السياسية والعلمية والاجتماعية لعصرهما. وبدأ الباحث في الفصل الثاني بالمقارنة بين التفسيرين من خلال آيات العقائد والتزكية، وفي الفصل الثالث قارن بين تفسيريهما لآيات العبادات والمعاملات والأخلاق، بينما خصص الفصل الرابع -الأخير-للمقارنة بين تفسيريهما للآيات الكونية وآيات القصص والأمثال. وقد اقتصر الباحث على اختيار نماذج من التفسيرين للمواضيع المذكورة بما يلبي تحقيق هدف البحث. ومن خلال ذلك توصل الباحث إلى النتائج التي ذكرت في الخاتمة، والتي كان أهمها: تقارب منهجية واهتمام المفسرين إلى حد التطابق أحيانا، ولا يكاد يذكر لهما خلاف إلا النادر، مع وجود بعض الاختلافات التي تتثمل في اختيار الألفاظ، والتقديم والتأخير، والسرد والإيجاز، ورغم إيجاز أبي السعود في تفسيره للآيات مقارنة بالشربيني؛ إلا أنه كان يلخص كل ما يذكره الشربيني، أو معظمه. ولاحظ الباحث اهتمام الشربيني بالقراءات والأحكام الفقهية وسرد بعض الخلافات فيها، أما أبو السعود فكان مهتما بإيراد الألفاظ البلاغية والإقلال من الخلافات الفقهية. وقد سلك المفسران مذهب أهل السنة والجماعة في تفسيريهما، ورغم ما أورده الإمام أبو السعود من تفسير الزمخشري إلا أنه لم يتابعه في اعتزاله، ووافقه في إيراد الأحاديث الموضوعة ختام تفسير كل سورة. وخلص الباحث إلى أن التفسيرين قيمان نافعان، وأن تفسيرهما للآيات لم يكن بالطويل الممل ولا بالقصير المخل، ومن التفسير بالرأي الجائز القائم على: التدبر والفهم والاستعانة بالعلوم الأخرى الخادمة لذلك.
|