ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







اللعب وثنائية المعنى والفعل، الرغبة والواقع : دور اللعب في النمو

المصدر: رؤى تربوية
الناشر: مركز القطان للبحث والتطوير التربوي
المؤلف الرئيسي: فيجوتسكي، ليف سيمونفيتش، ت. 1934 م. (مؤلف)
المجلد/العدد: ع 30
محكمة: نعم
الدولة: فلسطين
التاريخ الميلادي: 2009
الشهر: تشرين الثاني
الصفحات: 7 - 12
رقم MD: 100408
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: EduSearch
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون
حفظ في:
المستخلص: أود أن أنهي هذا النقاش حول اللعب عن طريق إظهار، أولاً، أن اللعب ليس الصفة المهيمنة للطفولة، بل هو عامل ريادي في النمو. ثانياً، أريد أن أبين أهمية التحول من هيمنة الوضع الخيالي إلى هيمنة القواعد في تطور اللعب نفسه. وثالثاً، أريد أن أوضح التحولات الداخلية في نمو الطفل عن طريق اللعب. كيف يرتبط اللعب بالنمو؟ بشكل أساسي يكون تصرف الطفل بأوضاع يومية عكس تصرفه في اللعب. ففي اللعب، يكون الفعل خاضعاً للمعنى، لكن في الحياة الحقيقية يهيمن، بالطبع، الفعل على المعنى. وبناء على ذلك، فإن اعتبار اللعب نموذجاً لفعل الطفل اليومي وشكله المهيمن شيء غير صحيح على الإطلاق. هذا هو الخلل الرئيسي في نظرية كوفكا. فهو يرى في اللعب العالم الآخر للطفل. بمعنى أن كل شيء يهم الطفل هو حقيقة اللعب، في حين أن كل شيء يهم البالغ هو الواقع الجاد. والشيء المعطى له معنى واحد في اللعب ومعنى آخر خارجه. ففي عالم الطفل، يسيطر منطق التمنيات وإرضاء الرغبات، وليس المنطق الحقيقي. فالطبيعة الوهمية للعب تُنقَل للحياة. وسيكون ذلك كله صحيحاً لو أن اللعب بالفعل هو الشكل المسيطر على نشاط الطفل. لكن من الصعب قبول صورة غير عقلانية تخطر بالبال إذا كان شكل النشاط الذي نتحدث عنه سيصبح الشكل المهيمن لنشاط الطفل اليومي، حتى وإن تحوّل جزئياً فقط إلى الحياة الحقيقية. ويعطي كوفكا عددا من الأمثلة ليظهر كيف ينقل الطفل وضعا من اللعب إلى الواقع. لكن النقل كلّي الوجود للعب إلى الحياة الحقيقية يمكن اعتباره علامة غير صحية. فالتصرف في وضع حقيقي كما في وضع وهمي هو الإشارة الأولى للانفعال. إذ عادة ما يُنظر إلى سلوك اللعب بالحياة الحقيقية فقط في نوع اللعبة عندما يبدأ الأطفال في اللعب بما يفعلونه حقيقة، بحيث يخلقون بشكل واضح روابط تسهّل تنفيذ فعل غير مفرح (كقول الأطفال الذين لا يريدون الذهاب إلى السرير، ((ادعونا نلعب لقد أصبح الوقت ليلاً وعلينا أن نخلد إلى النوم))). وعليه، يبدو لي أن اللعب ليس هو النوع المهيمن للنشاط في مرحلة ما قبل المدرسة. فالنظريات التي تقول إن الطفل لا يضطر إلى إرضاء متطلبات الحياة الرئيسية ويستطيع العيش بحثاً عن المتعة هي وحدها التي يمكنها أن تقترح أن عالم الطفل عالم لعب. وبالنظر إلى المسألة من المنظور المقابل، هل يمكن أن يفترض المرء أن سلوك الطفل دائماً مقاد بالمعنى، أي أن سلوك الطفل قبل المدرسة غير مشوق كونه لا يتصرف بشكل عفوي لأنه ببساطة يفكر بأن عليه أن يتصرف بشكل مغاير؟ هذا الخضوع الصارم للقواعد مستحيل في الحياة، لكنه يصبح ممكناً في اللعب: حيث يخلق اللعب منطقة نمو قريبة (Zone of Proximal Development) من الطفل. ففي اللعب دائماً ما يتصرف الطفل على نحو يتجاوز متوسط عمره ويفوق مستوى سلوكه اليومي حتى أنه يبدو كأنه أطول من نفسه. ومثلما هو الحال في تركيز العدسة المكبّرة، يشتمل اللعب على جميع الميول النامية بشكل مكثف ويكون هو نفسه مصدراً رئيسياً للنمو. لذلك، يمكن مقارنة علاقة نمو اللعب بعلاقة نمو التعليم، حيث يوفر اللعب خلفية أكثر اتساعاً للتغيرات الضرورية والوعي. فالفعل في جو خيالي، وفي وضع خيالي، وخلق نوايا طوعية، وتشكيل خطط حياة حقيقية ودوافع اختيارية، كل ذلك يظهر في اللعب ويجعله المستوى الأعلى للنمو في مرحلة ما قبل المدرسة، حيث يتحرك الطفل قُدماً إلى الأمام من خلال فعالية لعب بشكل أساسي. وفى هذا السياق فقط، يمكن اعتبار اللعب نشاطاً رائداً يقرر نمو الطفل.

عناصر مشابهة