ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







النوع الاجتماعي " الجندر " في المناهج الفلسطينية : دراسة مقارنة

المصدر: رؤى تربوية
الناشر: مركز القطان للبحث والتطوير التربوي
المؤلف الرئيسي: جبران، فضل (مؤلف)
المجلد/العدد: ع 30
محكمة: نعم
الدولة: فلسطين
التاريخ الميلادي: 2009
الشهر: تشرين الثاني
الصفحات: 140 - 145
رقم MD: 100445
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: EduSearch
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون
حفظ في:
المستخلص: كما ذكرت آنفاً، فقضية النوع الاجتماعي في المناهج الفلسطينية والبريطانية غير واضحة بل ومشوبة بالغموض. والفرق بين المناهج الفلسطينية والبريطانية هو حجم تمثيل هذه القضية وكيفية تمثيلها. تمثيل المرأة في كتب التربية المدنية للصفوف الدنيا في المنهاج الفلسطيني هو تمثيل عشوائي غير ممنهج بطريقة صحيحة. ومثال ذلك الفروقات في الوظائف والمهن بين الرجل والمرأة في الكتب التي قمت بتحليلها. وهنا يحق لنا التساؤل: هل تعكس كتب التربية المدنية واللغة العربية الصورة التي يجب أن تكون عليها المرأة في المجتمع الفلسطيني؟ من وجهة نظري، أرى أن المناهج الفلسطينية انتقصت من مكانة المرأة الحقيقية في المجتمع، فالمرأة في المجتمع أفضل من صورتها في المنهاج، كما أن المناهج قللت من إمكانيات المرأة وقدراتها المهنية بحصرها في خمس وظائف لا غير، مقارنة مع الرجل الذي يتقلد كل الوظائف والأدوار. إن حصر المرأة في مهنة معينة هو بمثابة توجيه لها باتجاه هذه المهن، وكأن المرأة لا تستطيع القيام بغيرها، ما يعدُّ ترسيخاً للموروث التاريخي والثقافي الذي يحد أو حتى يمنع من دمج المرأة في العمل حتى لو كانت على قدرة وكفاءة عاليتين، وفي الوقت نفسه يتم التركيز على صورة الرجل كونه المكلف بالعمل والإنفاق على المرأة والأولاد. وهنا أتساءل مرة أخرى: ألم تثبت المرأة الفلسطينية على الدوام وعلى مر العصور قدرتها على البذل والعطاء والتضحية؟ ألا يؤهلها ذلك للقيام بالأعمال التي يقوم بها الرجل؟ العلاقة بين الرجل والمرأة بشكل خاص والعائلة بشكل عام في المجتمع الفلسطيني وكما هو مبين في الكتب المدرسية، مبنية على الاحترام وليس المساواة، وهناك فرق بين الاثنين. كما أن تكرار ظهور الرجل في صور وأدوار ووظائف مختلفة يعد تعزيزاً لمركزية الرجل في المجتمع الفلسطيني، وهذا تمييز صارخ بين الرجل والمرأة. أعتقد أن المنهاج والكتب المدرسية يجدر بها أن تكون أكثر إنصافاً في تناولها لموضوع المرأة والنوع الاجتماعي، كما أن على واضعي المناهج أن يتقبلوا النقد البناء فيما يخص موضوع حق المرأة ومساواتها بالرجل. إننا إذا ما أردنا أن نؤسس لثقافة المساواة في المناهج، فيجب تضمين المناهج بنصوص تراعي هذه القضية وتتناولها بأشكال أكثر واقعية. المناهج ليست مسلمات وهي قابلة للنقد والنقاش. لقد استجابت المناهج البريطانية لآراء الكثيرين من منتقديها من التربويين والباحثين وهي عرضة للنقد دائماً وقابلة للتغيير والتعديل، وهذا ما يتم الآن. وعلى الرغم من أن المناهج البريطانية حديثة ومعقدة نوعاً ما، فإنها تتيح المجال للمعلمين في اقتراح موضوعات وتدريسها في مدارسهم بمنأى عن المنهاج. المطلوب من المناهج الآن لا أن تصور الواقع بل تعمل على تغييره ثقافياً واجتماعياً، وعليه فالوقت حان لإتاحة المجال للباحثين التربويين والمثقفين الفلسطينيين وفئات المجتمع المدني والمعلمين وخبراء المناهج، للمشاركة في عملية إعادة بناء المناهج الفلسطينية بشكل يساعد على تحقيق هذا الهدف.