المستخلص: |
الدجيلة (واسط) هي إحدى أجزاء السهل الرسوبي في حدود (5600ق م)، إلى قبل خمسة آلاف سنة تقريبا، بينما واسط يعود إلى قبل ألف سنة تقريبا واندثارها(١٧٥٠ م)، مدينة تاريخية شيدت من قبل الحجاج بن يوسف الثقفي (78هـ) لتكون معسكرا لجنده الشاميين وعاصمة لولايته العراق التي اشترط أن يضم اليها إقليمي خراسان وسجستان، وهو ما يعرف اليوم الجيوبولتيك (إذ يشكل العمق الجغرافي لامتداد أراضي عاصمته) دون البصرة والكوفة اعتقادا بأن لاولاء للأمويين فيهما والقضاء على أي تمرد يقام فيهما ضده وعدم احتكاك جنده بالعراقيين خوفا عليهم من الأخير لتقليل من عزيمتهم على القتال، وقد استمرت هذه المدينة التي قدر لها التاريخ أن تؤثر في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية منذ تأسيسها وحتى القرن الحادي عشر الهجري، إذ غير نهر دجلة مجراه إلى الجهة الشرقية ليأخذ الخراب واسط ويفقدها أهميتها التي تمتعت بها طوال عشرة قرون أو أكثر، إلى ظهور مدينة الكوت شمال واسط القديمة (50كم) لتكون ميناء نهري لوقوعها على دجلة عند تفرع الغراف منه وجعلها العثمانيون قضاءا تابعا إلى لواء بدرة وجصان ثم تبعت لواء البصرة سنة (۱۹۱۷م) عهد الاحتلال البريطاني وفي عام (١٩٥٨م) أصبحت تابعة إلى بغداد، بتاريخ 1/۱۰/١٩٦٩م قررت الحكومة آنذاك بتحويل لواء الكوت إلى محافظة واسط، وتتميز بمزايا جيوبوليتيكية منها الموقع الجغرافي الاستراتيجي وقد منحها هذا الموقع الفريد والمميز أهمية كبيرة ومكانة إقليمية ودولية، وهنا تبرز إشكالية الدراسة حول طبيعة جوارها الجغرافي وارتباطها بست محافظات وتقع على الطريق الرابط بين موانئ البصرة وبين مركز التجارة العراقية العاصمة بغداد، فضلا عن المزايا الاقتصادية الأخرى كالنفط والغاز ومقالع الحصى والرمل والمنافذ الحدودية مع الجوار الإيراني، وتمتلك إمكانيات طبيعية وبشرية واقتصادية تؤدي لرفع المستوى الاقتصادي والاجتماعي لأبناء المحافظة لرفاهيتهم وتقدمهم، ولاسيما مع توافر تربة السهل الرسوبي الذي يحتل خمس مساحة العراق (۹۳۰۰۰) كم۲ المتميز في الإنتاج الزراعي الترب الفيضية السائدة الصالحة للزراعة المروية والمستصلحة من مساحة المحافظة البالغة (17235 كم)، وهي بذلك تمثل 3.95% من مجموع مساحة العراق الكلية البالغة 434۱۲۸ كم، مع توفر مصادر المياه فهي ووجود مساحات كبيرة من الأراضي فضلا عن ووجود شبكات الري، ممر لنهر دجلة (۳۰۰كم) ونهر الغراف والدجيلة ونهر بدرة "كلال"، ومناخها الملائم جعلها تمتلك قدرات زراعية طول العام نتيجة لتوفر المياه والحرارة، مما هيئها لتكون قاعدة للإنتاج الزراعي وتصدرها الرتب الأولى للمحاصيل الاستراتيجية (الحنطة والشعير) وبلغ الإنتاج عام ۲۰۱۷ من الحنطة 3/1 مليون طن وكذلك الثروة الحيوانية، فضلا عن وجود بعض الصناعات المهمة وسدة الكوت، وبحكم موقعها الجغرافي المجاور لإيران وبسبب مشاكل الحدود والمياه يؤدي إلى توتر العلاقات السياسية مما أدى إلى اشتعال فتيل الحرب بين البلدين ۱۹۸۰- ۱۹۸۸ وأخذت المحافظة حصتها من الدمار والخراب وسقوط أعداد غفيرة من أبنائها بنيران تلك الحرب وتهجير سكانها خاصة المناطق الحدودية المتاخمة للجانب الإيراني، وكان رأي الباحث اللي ضرورة تعزيز علاقات الجوار بين الجانبين والعمل المشترك لحل الخلافات بالطرق السلمية والحوار البناء والهادف لمنع تكرار مثل تلك الحرب. وقد استعان الباحث بعدة مناهج أهمها التحليلي، والإقليمي، والتاريخي، ولأهمية الجوار الجغرافي لمحافظة واسط قسم البحث على خمس فصول حيث تناول الفصل الأول الإطار النظري، فيما ركز الفصل الثاني للنشأة التاريخية لها، أما الفصل الثالث فتناول الأهمية الطبيعية، فتطرق الفصل الرابع الأهمية البشرية، والفصل الخامس الأبعاد الجيوبولتيكية ثم أنهت الدراسة بأهم الاستنتاجات والتوصيات.
|