المستخلص: |
تعد الوثيقة التاريخية من أهم المصادر التي يعتمد عليها المؤرخ في حصوله على المعلومات التاريخية، وتنقسم في مفهومها إلى قسمين: الوثائق الرسمية وغير الرسمية، فالوثيقة التاريخية بشكل عام هي عبارة عن مستندات معاصرة للتاريخ الذي تكتب فيه، كالرسائل الصادرة من مركز الدولة إلى الولايات والأقاليم التابعة للحكومة المركزية، والرسائل الواردة من هذه الأقاليم، والمنشورات والسجلات وأحكام المحاكم والفتاوى والمعاهدات والمذكرات الشخصية. إذن الوثيقة التاريخية هي كل ما تفرزه المؤسسات والجهات الحكومية والأشخاص من أوراق يتم حفظها؛ لأهميتها في المجال السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والقانوني، وتعد مجالا خصبا يبحث فيه المؤرخ فهي تسجل التاريخ. أما الإنسان الذي يكتبها فهو صانع الأحداث التاريخية، فالمؤرخ في كتاباته يعتمد عليها لكي يتحقق من صحة ما كتب من آراء وأحكام ويبرز ما فيها من غموض، ليمكن غيره من الاطلاع على الأحداث التاريخية. وللاستفادة من الوثيقة التاريخية يلزم على المؤرخ قراءة لغة الوثيقة ولهجتها والتحقق من صحتها، بعد معرفة الطريقة التي كان يكتب بها في العصر الذي يشار إليه والأسلوب المستخدم في الكتابة والمصطلحات المتداولة وقتها، حيث أن لكل وثيقة امتدادها الزمني في الماضي، فالتاريخ لا يكتب معتمد على الذاكرة أو الانطباعات الشخصية أو العواطف إنما يؤرخ بالاعتماد على الوثائق حيث يقوم المؤرخ بتحويل الوثيقة من مادة جامدة إلى مادة ناطقة مفعمة بالحياة والأحداث عن طريق نقدها وتحليلها. ومن هذه الوثائق يصنع التاريخ، ولا يمكن للمؤرخ دراسة أي موضوع إلا بعد التأكد من توفر وثائقه التي تسلط الضوء على حقيقة الأحداث التاريخية، ولعل البحث عن تلك الوثائق من الأمور الشاقة ولكنها الخطوة الأولى في منهج البحث التاريخي، وعندما يعثر المؤرخ على وثائقه تفتح أمامه أبواب وأفاق جديدة تمكنه من الاطلاع على جميع الآراء المختلفة ومناقشتها والإدلاء برأيه حول موضوع الدراسة. ومن هنا تتجلى أهمية الوثائق التاريخية في البحث التاريخي وسوف يكون موضوع دراستنا بعنوان: الوثائق التاريخية بين الحفظ والدراسة والتي سنعتمد فيها ليبيا أنموذجا، وتتمحور الورقة حول الموضوعات التالية: أولا: مفهوم الوثيقة وأنواعها. ثانيا: خصائص الوثائق ونظرية الأعمار الثلاثة للوثائق. ثالثا: الوثائق التاريخية: 1- تعريف الوثائق التاريخية. 2- أنواعها وأهميتها. 3- أماكن حفظ الوثائق التاريخية في ليبيا. 4- كيفية استفادة المؤرخ من هذه الوثائق. 5- دور الوثائق في كتابة تاريخ ليبيا الحديث. 6- أهم الصعوبات التي تواجه الباحث الليبي أثناء دراسة الوثيقة التاريخية.
The Historical Document is the original source on which the Historian relies on historical information and is divided into two parts: official and non-official. Historical documents are generally contemporary documents of the date in which they are written, such as letters from the State Center to the states and territories of the central government, Letters from these territories, publications, records, court judgments, opinions, treaties and personal memos, then the historical document is all that is produced by the institutions, government agencies and people from papers that are preserved for their importance in the political field And the economic, social, cultural and legal, and is a fertile area in which the historian is recording history, but the person who writes is the maker of historical events, the historian in his writings rely on them to verify the validity of the written opinions and emphasizes the ambiguity, so that others can see the events Historical. In order to make use of the historical document, the historian is required to read the language of the document and to validate it and verify it after learning the way it was written in the era referred to and the method used in writing and the terms used at the time, since each document has its extension in the past. Personal impressions or emotions, but dating based on the documents where the historian to convert the document from a static material to a speech material of life and events through criticism and analysis. These documents make history, the historian can study any subject only after making sure the availability of documents that highlight the fact of historical events, and perhaps the search for these documents is difficult but the first step in the method of historical research, and when the historian finds his documents open before him doors And new horizons enabling him to view and discuss all different opinions and to express his opinion on the subject of the study. Hence the importance of historical documents in historical research. The subject of our study will be: Historical document between conservation and study. The paper focuses on the following topics: First: the concept and types of the document. Second: the characteristics of documents and the theory of the three ages of documents. Historical Documents: 1. Definition of historical documents 2. Types and importance of historical documents 3. Places of preservation of historical documents in Libya 4. How the historian can benefit from the historical documents and study them 5. The role of historical documents in writing the history of modern Libya 6. The most important difficulties facing the Libyan researcher during the study of the historical document
|