| المستخلص: |
تتناول هذه الدراسة إشكالية الحوادث المرورية وآثارها على أهم المؤشرات الاقتصادية الكلية بالمملكة العربية السعودية، حيث تم تعريف المفهوم الاقتصادي للحادث المروري، وأسباب الحوادث المرورية وأنواعها ومكوناتها كما تم عرض الطرق المختلفة لحساب تكلفتها، وتم استخدام المنهج الإحصائي من خلال الإحصاءات المرورية المتوفرة من مصادر متنوعة في أعوام مختلفة، بالإضافة إلى المنهج الوصفي التحليلي لتلك الإحصاءات بهدف وصف وتحديد وتشخيص الإشكالية موضع البحث للتوصل إلى أبعادها المختلفة، وآثارها على أهم المؤشرات الاقتصادية الكلية بالمملكة العربية السعودية (الناتج المحلي، مؤشرات قطاع العمالـة، والميزان التجاري). وقد انتهت هذه الدراسة إلى ما يلي: 1- أن حوادث المرور السبب الرئيس الثاني في الوفيات في السعودية، بعد الأمراض المعدية، ويتزايد عدد الحوادث المرورية وعدد الإصابات والوفيات الناشئة عنها بمعدلات متزايدة، ففي خلال الفترة من عام ٢٠٠٠م إلى عام 2013م ارتفعت حالات الإصابة بنسبة ٢٩ % في حين ارتفعت حالات الوفاة بنسبة ٧٣ % خلال نفس الفترة، نتيجة الحوادث المرورية. 2- أن السرعة الزائدة وقطع إشارة المرور الضوئية من أهم أسباب وقوع الحوادث المرورية، وتشكلان في أقل التقديرات نحو ٦٠ % من إجمالي الحوادث. 3- أن معدل الفاقد من الموارد البشرية والموارد المالية والطبيعية مرتفع جدا في السعودية، حيث تبلغ التكلفة الاقتصادية للحوادث المرورية بالمملكة نحو ٨٧ مليار ريال سعودي عام ٢٠١٤ م، وهو ما يمثل ٤,٧ % تقريبا من الناتج الوطني للمملكة سنويا- ويتجاوز ضعف الفاقد في بعض الدول الصناعية المتقدمة مثل الولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا وأستراليا. 4- أن معدل الفاقد من الموارد البشرية في سن العمل المنتج يمثل نحو ٨٨ % من إجمالي حالات الوفاة والمصابين، وهو ما يؤثر سلبا على مؤشرات قطاع العمالة. 5- أن الفاقد من الناتج الوطني يتجاوز ضعف الفاقد في بعض الدول الصناعية المتقدمة مثل الولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا وأستراليا. وهو ما ينعكس سلبا على المؤشرات الاقتصادية الكلية وخاصة الميزان التجاري في صورة زيادة الواردات من المركبات وقطع غيارها والأدوية والمعدات الطبية. 6- أن تطبيق نظام "ساهر"- وهو عبارة عن نظام لضبط وإدارة حركة المرور آليا بهدف تحسين مستوى السلامة المرورية، تم تطبيقه في أبريل 2010م- لم يساهم في تخفيض حالات الحوادث المرورية، وحالات الوفاة، وحالات الإصابة نتيجة الحوادث المرورية، حيث ارتفعت خلال فترة الدراسة من عام ٢٠٠٠م وعام 2013م بنسبة ٧٢%، ٧%، ٢٩% على الترتيب. وخلصت الدراسة إلى ضرورة: 1- تغليظ العقوبة، وعدم اقتصارها علـى التغريم المادي، وتطبيق نظام المرور دون استثناء على جميع المواطنين والمقيمين دون تمييز. 2- إدراج دراسة النظام المروري ضمن الخطط الدراسية في المراحل التعليمية، مع التوعيـة المرورية باستمرار في كل وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمقروء، وإبراز الآثار السلبية للحوادث المرورية على المجتمع. 3- الاسترشاد بالتجارب العالمية لمشاريع السلامة المرورية وزيادة حجم الإنفاق في هذا المجال (من حيث مجالات تطبيق اللوائح المرورية، وهندسة السلامة المرورية، وتعليم السلامة المرورية)، بما ينعكس إيجابا في صورة تحقيق عائدات مجزية، وإحداث انخفاض في عدد إصابات ووفيات الطرق بالمملكة. 4- الاهتمام بالنقل العام داخل المدن، وخاصة النقل بالحافلات، حيث أن نسبة عدد حافلات النقل العام متدنية في المملكة مقارنة بالدول الأخرى، حيث تبلغ 14 حافلة فقط لكل ١٠٠ ألف نسمة، مقابل ٥٣٠ حافلة نقل عام لكل ١٠٠ ألف نسمة في بعض الدول النامية. 5- إنشاء مراكز ومعاهد لأبحاث النقل والمرور في الجامعات السعودية، يعهد إليها عمل الأبحاث والدراسات العملية في مجال النقل، وتعزيز التعاون بينها وبين إدارات المرور المختلفة بالمملكة في مجال إجراء الدراسات العلمية التي تهدف إلى الحد من الحوادث المرورية.
This study deals with the problem of traffic accidents and their effects on. the most Important macroeconomic indicators in Saudi Arabia. Where the economic concept of the traffic accident, the causes, of traffic accidents, types and components have been defined. The different methods have been presented to calculate their cost. The statistical method has been used through traffic statistics from various sources in different years. In addition to descriptive analytical approach to these statistics in order to describe, identify and diagnose the problem being researched in question to reach its various dimensions, and its effects on the most important macroeconomic indicators in the Kingdom of Saudi Arabia (Domestic product, employment sector indicators, and trade balance). This study concluded that: 1- Traffic accidents are the second leading cause of death in Saudi Arabia after infectious diseases. 2- The excess speed and cut traffic light is one of the main causes of traffic accidents, and constitute in the lowest estimates about 60% of the total incidents. 3- The rate of loss of human resources and financial and natural resources is very high in Saudi Arabia, where the economic cost of traffic accidents in the Kingdom, about 87 billion Saudi Riyals in 2014, which represents approximately 4.7%. of the national product of the Kingdom annually- and exceeds the weakness of losses in some industrial countries Developed such as USA, England and Australia. 4- The rate of loss of human resources in productive working age represents about 88% of the total number of deaths and injuries, which negatively affects the indicators of the employment sector. 5- The loss of national output exceeds double the loss in some advanced industrial countries such as the United States of America, England and Australia. Which is reflected negatively on macroeconomic indicators, especially the trade balance in the form of increased imports of vehicles and spare parts, medicines and medical equipment. 6- The implementation of the "Saher" system did not contribute to the reduction of traffic accidents, deaths and accidents due to traffic accidents, which increased during the study period from 2000 to 2013 by 72%, 7%, 29%, respectively. The study concluded the necessity of: 1- Extensive punishment, not limited to material fines. 2- To include the study of the traffic system within the educational plans in the educational stages, with the continuous traffic awareness in all media, audio and video, and to highlight the negative effects of traffic -accidents on society. 3- To be guided by the global experiences of traffic safety projects and increase the volume of expenditure in this field. 4- Taking car of Public transportation in the cities, especially bus transport. 5- Establish centers and institutes for transport and traffic research in Saudi Universities, entrusted with the work of research and practical studies in the field of transport, and enhance cooperation between them and the various traffic departments in the Kingdom in conducting scientific studies aimed at reducing traffic accidents.
|
