العنوان بلغة أخرى: |
Al-Ghazali’s Theory of Knowledge |
---|---|
المؤلف الرئيسي: | مستريحي، أحمد مصطفي عبدالحفيظ (مؤلف) |
مؤلفين آخرين: | البدور، سلمان فضيل صبح (مشرف) |
التاريخ الميلادي: |
2015
|
موقع: | عمان |
الصفحات: | 1 - 151 |
رقم MD: | 1039767 |
نوع المحتوى: | رسائل جامعية |
اللغة: | العربية |
الدرجة العلمية: | رسالة دكتوراه |
الجامعة: | الجامعة الاردنية |
الكلية: | كلية الدراسات العليا |
الدولة: | الاردن |
قواعد المعلومات: | Dissertations |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
اهتم الغزالي اهتماما كبيرا بمشكلة المعرفة، وانطلق في تصوره للمعرفة من خلال نظريته في الوجود، مضافا إليها نظريته في النفس. فهو لم يخصص كتابا أو فصولا مستقلة لبحث نظرية المعرفة، إلا أنه ناقش العديد من القضايا المتعلقة بالمعرفة في معظم كتاباته، فكان الهدف المرجو من هذه الدراسة هو الوقوف على نظريته في المعرفة ولكن من منظور حديث. ومن أجل تحقيق هذا الهدف أفاد الباحث من المنهج التحليلي النقدي، حيث كانت مشكلة البحث قد تحددت في مجموعة من الأسئلة حول إمكان المعرفة عند الغزالي، وطبيعتها، ومصادرها وحدودها، ومعيار الحقيقة، وكيفية حصول الأفكار في الذهن. وقد تناولت هذه الدراسة البناء الأنطولوجي عند الغزالي وعلاقته بنظرية المعرفة، حيث كانت نظرية الغزالي في المعرفة والوجود متأثرة إلى حد كبير بفكر الأشاعرة، وكذلك البحث في إمكان المعرفة وحدودها، ودور الحس والعقل في المعرفة، وبيان رؤية الغزالي في ما إذا كان يعتقد بفطرية بعض الأفكار أم أنها كلها مكتسبة، والعلاقة بين الذات العارفة والموضوع المعروف (المدرك والمدرك)، والعقل والشهود، والذاتية والموضوعية في المعرفة الإنسانية، ومقارنة بين الفلاسفة والصوفية في مسألة الوحي، وأخيرا، رؤية الغزالي للنبوة وعلاقتها بالمتخيلة. ولما كانت نظرية الغزالي في المعرفة مرتبطة ارتباطا وثيقا بنظريته في الوجود، كانت البداية من الوجود المحسوس باعتبار الحس عنده المصدر الأولى للمعرفة، ولكن الحس لا يؤدي إلى تحصيل معرفة يقينية، لأن المعرفة الحقيقية عند الغزالي لا تحصل إلا على أساس الاتصال بين النفس والعقل الفعال، كما لا يكون هذا الاتصال إلا بحسب استعداد هذه النفس لقبول هذه المعرفة الإشراقية، حيث تتفاوت النفوس فيما بينها، فالنفوس إذا تطهرت من أدران البدن وشهواته، وكانت مؤيدة من الله تعالى لا تحتاج إلى النظر، فتفيض عليها المعقولات المصحوبة بالبراهين العقلية، أما النفوس الأخرى التي لا تصل إلى حقائق الأشياء إلا إذا استعانت بالبدن، فلا تشرق عليها أنوار العقل الفعال إلا من خلال الصور الخيالية التي وصلتها عن طريق الحس، ولذلك يفرق الغزالي بين طريق العلماء الذين يصلون إلى حقائق الأشياء من خلال النظر العقلي، وطريق الأولياء الذين يصلون إلى هذه الحقائق عن طريق المشاهدة والذوق. ويعتبر الغزالي الوحي من أهم الوسائل التي اعتمدها باعتبارها مصدرا من مصادر المعرفة اليقينية، حيث إن الوحي عند الغزالي ليس أمرا اكتسابيا، بل هو هبة يهبها الله لبعض خلقه بما يفيضه على قلب العارف. ويؤكد الغزالي أن المعرفة ليست ممكنة للجميع، بل إن بعض المعارف يمكن أن تضر أصحابها، ولذلك فإن السكوت عن السؤال واجب في حق العوام، لأنه بالسؤال متعرض لما لا طاقة له به، وخائض فيما ليس له أهلا على حد قوله. وتكون المعرفة عند الغزالي من جانب الإنسان نفسه، بحيث تتوقف تلك المعرفة عند حدود الحس، وهنا تبدو حدود هذه المعرفة معروفة إنها عالم الشهادة، وما هو معطى حسيا، كما أن هناك نوعا آخر من المعرفة ليس له حدود بالنسبة للمعطي وهو الله، ولا شك أن للمعرفة أن حدودا بما يفيضه الله على قلب العبد، وهذا يتوقف على مدى استعداد تلك القلوب لاستقبال ذلك الإشراق والفيض. اعتبر الغزالي الحس أولى مراحل المعرفة، حيث يقوم الحس بإدراك صور المحسوسات من خلال اتصاله بالعالم الخارجي، ثم يقوم العقل بتحليل المدركات الحسية إلى معارف متنوعة، وفي مرحلة تكوين المعاني الكلية يتم جمع هذه المعاني المدركة ليؤلف منها معنى عاما. ويصف الغزالي تجربة الفناء في التوحيد والشهود، فقد اتفق العارفون على أنهم لم يروا في الوجود إلا الواحد الحق، فذهبت عنهم الكثرة بالكلية وبقوا بالفردانية المحضة، فأصبحوا كالمبهوتين في الواحد الحق، بحيث لم يبق فيهم متسع لذكر شيء غير الله. فهذه الوحدة بنظر الغزالي وحدة شهودية، ويؤكد الغزالي أن هذه الحال التي يمر بها الصوفي إنما هي حال عارضة سرعان ما تزول عندما يرجع الصوفي إلى سلطان العقل الذي هو ميزان الله في أرضه. وقد أبرز الغزالي دور المتخيلة وعلاقتها بالنبوة، فالقوة المتخيلة التي لا يمكن أن تستغرقها القوة الحاسة برأي الغزالي، يعني أن لها القدرة على تجاوز عالم الحس، بحيث يمكن لصاحب القوة المتخيلة أن يتلقى الوحي من العالم الأعلى. |
---|