ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







الأقليات المسلمة في الدول غير الإسلامية والحفاظ على الهوية

المصدر: التقرير الاستراتيجي السادس عشر الصادر عن مجلة البيان: الأمة وتحديات الهوية
الناشر: مجلة البيان بالسعودية - المركز العربي للدراسات الانسانية
المؤلف الرئيسي: زغوني، رابح (مؤلف)
محكمة: نعم
الدولة: السعودية
التاريخ الميلادي: 2019
مكان انعقاد المؤتمر: الرياض
الهيئة المسؤولة: مجلة البيان والمركز العربي للدراسات الانسانية
التاريخ الهجري: 1440
الصفحات: 91 - 106
رقم MD: 1039839
نوع المحتوى: بحوث المؤتمرات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

77

حفظ في:
المستخلص: يمثل المسلمون الأغلبية في خمس وخمسين دولة أو إقليما حول العالم، وفيما عدا ذلك يعيشون كأقليات في دول غير إسلامية. وفضلا عن التواجد التاريخي للمسلمين كأقلية في بعض الدول في إفريقيا وآسيا وغيرهما، شهدت الدول الغربية في العقود العشرة الأخيرة تزايدا مستمرا في حضور المسلمين ضمن مجتمعاتها المحلية، بسبب تزايد الهجرة وتدفق اللاجئين واعتناق الغربيين للإسلام، دافعة باتجاه نشوء أقلية مسلمة في الغرب. كأقلية، يواجه المسلمون في المجتمعات غير الإسلامية-تقريبا-التحديات نفسها: السياسية، والاقتصادية، والسوسيوثقافية. ومن مجتمع إلى آخر تتباين رؤية الأقليات المسلمة فيما تعتبره التحدي الرئيس لوجودها ضمن مجتمع الأغلبية. إن الأقليات المسلمة في الغرب تنشأ وتعيش ممزقة بين ثقافتين مزدوجتين؛ بين الثقافة الإسلامية التي تعكس الهوية الدينية الفطرية، وبين الثقافة الغربية التي تعكس الهوية المجتمعية المكتسبة. وفي هكذا سياق تبرز أسئلة عديدة حول دور الدين مقابل دور المجتمع في تشكيل هوية الأقليات المسلمة، وفي ضوء ذلك يحتدم النقاش حول الطبيعة الإسلامية في مقابل الطبيعة الاجتماعية والمدنية لهوية الأقليات المسلمة في الغرب. هكذا نقاش يلخصه السؤال الجوهري التالي: هل يمكن للمسلمين في الغرب أن يكونوا مواطنين غربيين بهوية إسلامية؟ أم يجب استيعابهم ضمن هوية مدنية تلغي الخصوصيات الدينية والثقافية؟ مع الصعود المتواصل للتيارات اليمينية المتطرفة، تزيد حدة هذا النقاش في السياسة المحلية الغربية، وقد أصبح الشعور المعادي للإسلام وسياسات الإسلاموفوبيا ظاهرة واضحة في المجتمعات الغربية يكاد يرتبط خطاب التمييز الثقافي فيها بالإسلاموفوبيا وحدها.. ففي الغرب اليوم تبدي الحكومات الغربية-بشكل مباشر أو غير مباشر-عدم ارتياحها لإظهار المسلمين شعائرهم وتقاليدهم المعبرة عن الثقافة الإسلامية. وبشكل عام، وعلى الرغم من تفاوت الاستجابات الحكومية، هناك اتجاه عام لتطبيق فكرة استيعاب الأقليات المسلمة Assimilation، عبر سياسات تعمل على صهرها في الهوية الغربية؛ فهي تسعى إلى تأسيس هوية مشتركة جديدة لا على أساس المواطنة وإنما على أساس دمج مختلف الهويات الأثنية والدينية، والعمل على ذوبانها في وعاء واحد ضمن الهوية الغربية المدنية والعلمانية. إن ذلك هو ما يشكل تهديدا فعليا لهوية الأقليات المسلمة المستقلة، بمرجعيتها الإسلامية وانتمائها للأمة. تبحث هذه الدراسة في سؤال الهوية بالنسبة للأقليات المسلمة في الغرب، في ضوء التحديات التي تواجهها أمام ممارسات التمييز الثقافي المتصاعدة مع صعود مظاهر الإسلاموفوبيا وتنامي خطاب اليمين المتطرف من جهة، وأمام سياسات الاستيعاب الحكومية التي تطالبها بالتخلي عن الثقافة الإسلامية، والقبول بالتمثل التام للهوية الغربية العلمانية من جهة أخرى.. وتطرح، كبديل لخياري الانعزال والركون لسياسة الاستيعاب، خيار الاندماج الاجتماعي للحفاظ على الهوية الإسلامية دون فقدان حقوق المواطنة.