المستخلص: |
يستند المصطلحي في تحليله لدلالة المصطلحات إلى عدد من القوائم الاصطلاحية تصف معنى المصطلحات المختصة. ومع ذلك، فإن القوائم المختصة المنجزة على أساس قواعد، نادرا ما تتضمن معلومات حول اشتغال المصطلحات في السياق. ويتعلق الامر هنا بثغرة غالبا ما تم إغفالها من طرف المترجمين والاصطلاحيين. فوسائل التعبير، في ما يدعى أنه لغة اختصاص، لا تنحصر، فقط، في مجموعة من المصطلحات. فهذه المصطلحات، التي ما هي إلا عبارات لغوية كغيرها من العبارات المكونة للغة بصفة عامة، تتألف مع كلمات مختلفة حسب ضوابط سياقية. والمجموعات الناتجة عن هذا التأليف سميت في الأدبيات اللسانية ارتصافا (collocation). فهل هناك ارتصاف في اللغة أم أن هناك شيئا آخر؟ سنتناول، في هذه الورقة، مسألة إدماج الدلالة المعجمية في نسق التوليد اللغوي. وسنستدل على أن قضية الانتقاء المعجمي يمكن تناولها في إطار المعجم التوليدي الذي يتألف من أربعة مستويات للتمثيل مربوطة فيما بينها بواسطة مجموعة من الآليات التوليدية تفسر التأويل التأليفي للكلمات في السياق. وسنسعى إلى توضيح أنه بإمكاننا تقليص مجموعة الارتصافات المدرجة في المعجم؛ وذلك بواسطة إدخال مفهوم الارتصافى الدلالي collocation (semantic)، وسنستدل على أن الافتقار إلى التحديد الدلالي الجيد في بعض المقاربات، يجعلها غير مؤهلة لتبرير الارتصاف الدلالي.
|