ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







تصور مقترح لتطوير منهج الدراسات الاجتماعية بالمرحلة الابتدائية على ضوء النظرية البنائية

المصدر: دراسات عربية في التربية وعلم النفس
الناشر: رابطة التربويين العرب
المؤلف الرئيسي: محمد، إيناس الشافعي (مؤلف)
المجلد/العدد: مج 5, ع 4
محكمة: نعم
الدولة: مصر
التاريخ الميلادي: 2011
الشهر: أكتوبر
الصفحات: 263 - 285
ISSN: 2090-7605
رقم MD: 104890
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: EduSearch
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

790

حفظ في:
المستخلص: يظهر كل يوم على مسرح الحياة معطيات جديدة تحتاج إلى خبرات جديدة وفكر جديد وأساليب ومهارات وأليات جديدة للتعامل معها، أي أنها تحتاج إلى إنسان مبدع ومبتكر, بصيرته نافذة قادرة على تكييف البيئة وفق القيم والأخلاق والأهداف المرغوبة, وليس التكيف معها فقط، ولا يتحقق هذا بدون تربية تواكب متطلبات العصر وتستشرف أفاقه المستقبلية. لقد كان التعليم قبل عصر المعلومات قاصرا على الشكل المدرسي التقليدي أساساً، وفي المقابل تنتج تربية عصر المعلومات أشكالاً متعددة للتعليم والتعلم في المدرسة والمنزل وأماكن العمل، وقد تنوعت مصادر تقديم الخدمات التعليمية من فصول افتراضية ومراكز تدريب داخل مؤسسات الإعمال، ومواقع تعليم وتعلم عن بعد من خلال الانترنت وما شابه: لقد أضاف هذا أبعادا عديدة للمنظومة التربوية فيما يخص أطوار التعليم والتعلم، وأماكن تلقيه عبر مراحل العمر المختلفة ويتطلب كل ذلك تقديم رؤية تعليمية شاملة تغطي أنواع التعليم في مراحله المختلفة (نبيل على،2003، ص 131). واذا كان المنهج المدرسي ظاهرة اجتماعية ومحصلة لما يعتري المجتمع من تغيرات، فان جودته أو معيار صلاحيته رهن بقدرته على الاستجابة لتلك التغيرات، الأمر الذي يجعله أقدر على تحقيق النفع الاجتماعي، وهو يصبح قادرا على إنجاز ذلك إذا كان محتواه من المادة الدراسية وطرق التدريس والوسائل التعليمية ومختلف الأنشطة أدوات فعالة في المواقف التعليمية (اللقاني وأخرون، 2007، ص 21). إن ما يسمى بمنظومة المنهج المطبقة حاليا لا يوجد بها ترابط أو تكامل أو تفاعل سواء داخل كل مكون من مكوناتها على حدة أو بين كل مكون وبقية المكونات الأخرى بما يجعلها منظومة بالمعنى الحقيقي والعلمي للمصطلح مما أدى إلى: - بروز العديد من المشاكل والصعوبات التي تعوق سير عملية التعليم والتعلم. - تخريج نوعية من المتعلمين تشعر في الغالب الأعم أن مجرد النجاح في الامتحان هو الهدف الأسمى للعملية التعليمية. - عدم قدرة التلاميذ على القيام بمعالجة أي أمر من الأمور إلا إذا أخذوا عنه تعليمات مفصلة. - يخطئ معظم التلاميذ في الحكم على الكثير من الظواهر في مجتمعهم، ويهابون الكثير من مواقفه ومشكلاته. (الخطابي وأخرون،1425هـ ،ص ج). ويمكن إرجاع أزمتنا التربوية إلى عدة أسباب رئيسة أهمها: - غياب فلسفة اجتماعية واضحة المعالم نبني عليها فلسفة تربوية واقعية ومتماسكة. - الأسلوب المتبع في ملء الفراغ التربوي بالاستعارة نأخذ الفكرة ونقيضها دون أن يكون لخصوصيتنا دور كبير، ولم نقف منها موقفاً نقدياً. - ندرة جهود التنظير التربوي. - الخلط بين الغايات والمقاصد والإجراءات والوقوف عند حدود العموميات والمبادئ العامة التي لا خلاف عليها. (نبيل على،2003، ص 126). وطبيعة المتعلمين وخصائص نموهم في كل مرحلة عمرية هي التي تحدد ما يدرسونه ليتفاعلوا مع بيئتهم ومجتمعهم الذي يعيشون فيه لذا فان إشباع حاجات واهتمامات وميول وقدرات المتعلم يساعد على نموه نموا شاملا متكاملا، ولذلك يجب دراسة خصائص نمو المتعلمين ومتطلباتهم في جميع مراحل النمو وتحليلها ووضعها في الاعتبارين حين تحدد الأهداف، إلا أن تحديد خصائص نمو المتعلمين لا يعد كافيا بل لا بد أن تتبعه دراسة وتحديد لكيفية إسهام المنهج في مراعاة تلك الخصائص وترجمتها إلى أهداف تربوية يستطيع القائمون على بناء وتنفيذ المناهج إدراكها وتلمس أبعادها (جيهان كمالى 2007، ص 17). وأكثر من أي وقت مضى صار للتعليم الابتدائي أهمية كبيرة لا لأنه يتناول الأطفال في سن مبكرة وعمر لين فحسب، ولكن لأنه الركيزة التي يبنى عليها التقدم والتنوع في التعليم فيما يلي هذه المرحلة. وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن هناك أدلة على أن الدراسات الاجتماعية لم تكن عنصراً قوياً من المناهج الدراسية في المرحلة الابتدائية ويرجع ذلك في جانب كبير منه إلى التركيز على الشكل التقليدي، وكذلك إلى الاستراتيجيات التعليمية التي لا تراعي الفروق الفردية بين المتعلمين ولا حدوث التعلم ذي المعنى لدى كل متعلم، ومن ثم انصب الاهتمام في السنوات الأخيرة على البحث عن أي شكل من أشكال التعليم للدراسات الاجتماعية على مستوى المرحلة الابتدائية سواء في المناهج أو طرق التدريس من الأشكال غير التقليدية والتي من أبرزها ما يعتمد على النظرية البنائية (Sunal & Sunal, 2008, p29-48). وكشفت دراسة أليمان وجيري بروفي (2003) أنه في حين كانت الدراسات الاجتماعية في الماضي محور اليوم الدراسي، فإنها في الوقت الحالي تقتصر على وقت محدد للتدريس في الصف ويقوم المعلمون بإلقاء دروس غير مترابطة لأداء المطلوب والتدرب على التقويم، ولعل أهم ما كشفت عنه الدراسة هو الوقائع غير الترابطية والكثير من الاتساع، والافتقار للعمق الكافي (جون د. مكنيل، 2008، ص 638). وتعد النظرية البنائية من أهم النظريات التي تهتم بطبيعة المعرفة، وتقوم على الاعتقاد بأن المعرفة تتولد من الأشخاص وتتأثر بمعتقداتهم وثقافتهم، ومن ثم فهي من أهم المنطقات الفكرية والتعليمية لعلاج جوانب الخلل في مناهج وعلميات التعليم بالمرحلة الابتدائية بشكل عام، ومناهج الدراسات الاجتماعية بتلك المرحلة بشكل خاص، ولعل ذلك يتضح من خلال تعرف أهم ملامح النظرية البنائية، كما حددتها (Meril & Jones,1996) في النقاط التالية: - التعلم عملية بنائية من داخل الفرد، ومن ثم فهو إيجابي وليس استجابي. - التعلم يتم نتيجة الخبرة الشخصية للمتعلم، ومن ثم فهو محور العملية التعليمية وليس المعرفة. - التعلم عملية نشطة يتفاعل فيها المتعلم مع كل عناصر ومكونات الموقف التعليمي. - التعلم عملية تعاونية تشاركيه بين كل أطراف العملية التعليمية. - يحدث التعلم في بيئة واقعية، ومن ثم فان المتعلم ليس معزولاً عما حوله داخل المدرسة وخارجها. - الاختبارات متكاملة مع نشاطات التعلم وليس مهمة قائمة بذاتها. ومن ثم فان النظرية البنائية تقدم رؤية متكاملة الأبعاد لتطوير منظومة التعليم في المرحلة الابتدائية تخطيطاً، وتنفيذا، وتقويما (النجدي وآخرون، 2005، ص 367). \

ISSN: 2090-7605
البحث عن مساعدة: 818978