المستخلص: |
أجمع القدماء من نحاة العربية على أنها خصت أبنية من جموعها بالدلالة على القلة، كيا خصت أبنية أخرى بالدلالة على الكثرة، وقد تابع جمهور المحدثين سلفهم في هذه المسألة، بل ذهب بعضهم إلى أن من خصائص العربية حصر بعض صيغ جموع التكسير... في الدلالة عل القلة بالمفهوم الذي حددوه لها. على أن ذلك لا ينفي أن بعض المحدثين رأوا أن هذه الخصيصة خصيصة مزعومة لا تؤيدها معطيات المدونة اللغوية المعتمدة في دراسة العربية وصفا وتصنيفا وتقعيدا. وقد عالج البحث هذه القضية في ضوء ما قيل فيها قديما وحديثا، فبدأ بمقولة الكثرة والقلة عند القدماء مبينا جموع التكسير الدالة عـلى القلة عندهم، وتفسيرهم ظاهرة القلة والكثرة، وأدلتهم عليها. وذهابهم إلى القول بالاستغناء بأحد ضربي جموع التكسير عن نظيره، وأن جموع القلة والكثرة للثلاثي الأصول فقط، ووقف عند دلالة الجمع السالم على الكم عند القدماء. ومضى البحث في تتبع مقولة الكثرة والقلة عند المحدثين، فذكر أقوال أنصار قضية القلة والكثرة منهم، ثم ما قاله محدثون منكرون لمقولة القلة والكثرة، ثم ناقش البحث مقولة الكثرة والقلة في جموع العربية حتى انتهى بالتفصيل والدليل العقلي والنقـلي إلى أن دلالة جموع العربية على الكم دلالة تركيبية سياقية، لا دلالية صرفية إفرادية.
|