ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







نظام اللغة بين ثنائية الكفاءة والأداء: مقاربة لسانية بين الجرجاني وبعض أعلام الدرس اللساني الحديث

العنوان بلغة أخرى: Language System between the Duality of Efficiency and Performance: A Linguistic Approach between "Al-Jarjani" and some of the Famous Names of the Modern Linguistic Lesson
المصدر: مجلة طبنة للدراسات العلمية الأكاديمية
الناشر: المركز الجامعي سي الحواس بريكة
المؤلف الرئيسي: ميهوبي، الشريف (مؤلف)
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): Mihoubi, Cherif
المجلد/العدد: ع1
محكمة: نعم
الدولة: الجزائر
التاريخ الميلادي: 2018
الشهر: ديسمبر
الصفحات: 11 - 38
DOI: 10.51841/2159-000-001-001
ISSN: 2661-7633
رقم MD: 1067871
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: HumanIndex, EduSearch
مواضيع:
كلمات المؤلف المفتاحية:
نظام اللغة | الكفاءة اللغوية | الأداء الكلامي | الجملة | البلاغة العربية | اللسانيات | ثنائية | الشكل اللغوي | Language System | Language Proficiency | Linguistic Performance | Sentence | Arabic Rhetoric | Linguistics | Duality "Bilateral" | Linguistic Form
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

52

حفظ في:
المستخلص: لقد أصبح من المسلم به في الدراسات اللسانية الحديثة، أن دراسة نظم اللغة أو نظامها (language system) لكي تكون مجدية ومفيدة، لابد أن تقوم على الحد الأدنى من التعبير المفيد، الذي تبدأ منه اللغة في عملية التواصل والتبليغ، ومن خلاله يستطيع المتكلم أن يتواصل مع الآخرين معبرا ومبلغا ومستمعا. وذلك التعبير المفيد هو ما أصطلح على تسميته: "الجملة". فالجملة هي الخلية الحية في جسم اللغة، فإذا كانت اللغة نظاما قادرا في الأذهان، فالجملة هي الحد الأدنى من ذلك النظام، وإذا كانت اللغة وسيلة تواصل وتبليغ، فالجملة هي الحد الأدنى لبداية التواصل والفهم والإفهام، وإذا كان الكلام تحققا فعليا لنظام اللغة، فإن الجملة هي نموذج مصغر لذلك النظام الذي يتحقق من خلاله الكلام. وعلى هذا الأساس فإن دراسة الكلام تحتاج إلى وضع تلك الخلية الحية تحت المجهر اللساني لتفكيكها وإعادة بنائها، حتى نتمكن من معرفة هندسة النظام الذي يحكمها، والمادة التي تتكون منها أجزاؤها، والوشائج والعلائق التي تربط تلك الأجزاء، ووظيفة كل جزء في بنائها، وكذلك معرفة جينتها الوراثية (Génique) التي تحدد انتماءها ووظيفتها داخل جسم اللغة. فإذا عرفنا كل ذلك فقد نهتدي إلى نقطة الارتكاز الضوئي التي تساعدنا على تصور لحظة الاقتران بين شكل التعبير ومدلوله، وإن كان ذلك صعب المنال؛ لأن اللغة خصيصي إنسانية محضة، فهي كالإنسان جسم وروح، وإذا استطاع علم الأحياء أو علم التشريح تحديد وظائف الأعضاء في الجسم، فإن ماهية الروح ظلت غيبا، رغم اجتهادات الفلاسفة وعلماء النفس، فلا يعرفون من ماهيتها إلا بعض ما يمدهم به عالم الخبرة والملاحظة من حياة الإنسان. فكذلك اللغة لا نعرف منها إلا الشكل المنطوق الذي يبدأ مع جهاز النطق لدى المتكلم وينتهي إلى أذن السامع. أما ما وراء ذلك فقد ظل شيئا افتراضيا مجردا نلتمس له من الشكل المنطوق ما نلتمسه من تصرفات الإنسان في معرفة العقل أو الروح. فالأمر شبيه بالكهرباء والهواء؛ كلاهما نرى أثرهما ولا نراهما. فالجانب الخفي للغة، والعمليات العضوية والعقلية التي تصحبه، وتدخل مباشرة في تمثيل هذه المعرفة اللغوية، واكتسابها، واستعمالها - أو ما يسميه (تشو مسكي) الكفاءة أو الملكة اللغوية؛ التي هي جزء لا يتجزأ من (العقل/ الدماغ) mind / brain - سيظل البحث عنه قائما، وهذا ما عبر عنه تشو مسكي في كتابه "اللغة ومشكلات المعرفة" حيث يقول: ((فالبحث في هذه المشكلة أمر متروك للمستقبل، وأحد جوانب المشكلة في بحث هذا الموضوع أن التجريب على بني الإنسان مستبعد لأسباب خلقية، فنحن لا نرضى أن يكون الناس موضوعا للتجريب، وهو ما نرضاه للحيوان - سواء أكان ذلك بحق أم بغير حق - ولذلك لا ينشأ الأطفال في بيئة متحكم فيها من أجل أن ترى ما اللغة التي سيكتسبونها تحت ظروف متعددة مصوغة تجريبيا. كما أننا لا نسمح للباحثين أن يغرسوا أقطابا كهربائية في الدماغ الإنساني من أجل أن ندرس عملياته الداخلية، أو أن نفصل أجزاء منه جراحيا لكي نعرف الأثر الذي سينتج، وهو ما يفعل كل يوم في غير الإنسان. فالباحثون مقصورون إذن على دراسة "تجارب الطبيعة" كالجراح والأمراض وغير ذلك. وبسبب ذلك كانت محاولة اكتشاف العمليات التي يقوم بها الدماغ في ظل هذه الظروف صعبة جدا)). ولكنه يرى أن أنظمة (العقل/ الدماغ) الأخرى، ومن بينها، نظام الإبصار لدى الإنسان، مثلا، قد أمدتنا الدراسات التجريبية على الكائنات الحية الأخرى، كالقطط أو القرود، بقدر كبير من المعرفة عنها؛ وذلك لكون تلك الأنواع تبدو متشابهة. أما الملكة اللغوية فبحكم أنها خاصية إنسانية، فلا تمدنا عنها دراسة العمليات التي يقوم بها الدماغ لدى الحيوانات الأخرى، بأي شيء، لأنها تفتقد هذه الملكة في الأصل. فالسؤال عن ماهية اللغة أزلي حير الفلاسفة والعلماء منذ القديم، وما زال يلقى بظلاله على الدرس اللساني الحديث، وإن اختلف شكل السؤال ونمط الإجابة من عصر إلى عصر، فإن نظرة الجميع إلى اللغة تكاد لا تخرج عن هذه الثنائية التي ظلت قائمة؛ وهي: "شكل - مضمون"، أو "تعبير لغوي - قضية منطقية أو مفهوم أو فكرة"، أو "لفظ - معنى" أو "دال - مدلول"، أو "لغة - كلام"، أو "كفاءة - أداء". وقد تعددت المدارس وتنوعت، وتباينت آراء الدارسين في تناول اللغة وفقا لهذه الثنائية. فإذا كانت الأنحاء القديمة قد تبنت النظرة الفلسفية والمنطقية في تفسيرها للغة، وكانت معيارية، فإن الدراسات اللسانية الحديثة قد تبنت النظرة العلمية في دراستها للغة، وحاولت أن تحصر ذلك في الجانب الشكلي بحكم اقتضاء المنهج العلمي له. وعرفت دراسة اللغة هذا التحول مع - دي سوسير - والمدارس اللغوية التي ظهرت بعده في أوروبا وأمريكا، وتبنت أفكاره ومبادئه في تركيزها على الجانب البنيوي للغة، كما فعلت مدرسة "براغ" ومدرسة "كوبنهاجن" والمدرسة البنيوية السلوكية في أمريكا التي تزعمها - بلومفيلد - وأتباعه، وقد بالغت تلك المدارس في الجانب الشكلي. وقد دفع ذلك - تشو مسكي - والتوليديون التحويليون عامة، إلى إعادة النظرة العقلية والمنطقية إلى دراسة اللغة، لأن اللغة نتاج العقل ولا تدرس إلا في نطاقه. وقد انعكست تلك النظرة إلى اللغة، وتلك الثنائية، على التعاريف والمفاهيم التي أعطيت للجملة بوصفها نمطا مصغرا للغة والكلام، وصورة لفظية دنيا للفهم والإفهام، ولصعوبة وضع معايير ضابطة لتلك المعرفة الحدسية، فقد بلغت تلك التعاريف أكثر من مائتي تعريف مختلف، بل بلغت في اللغة الإنجليزية وحدها أكثر من ثلاثمائة تعريف. ومهما اختلف الدارسون في تعريفهم للجملة وفهمهم لها، فإنهم يكادون ينفقون في النظر إليها وفق معياري الشكل والمضمون، منذ أقدم تعريف لها إلى أحدث تعريف. وتلك الثنائية هي التي انطلق منها البلاغيون العرب، وعلى رأسهم عبد القاهر الجرجاني، في دراستهم لنظم العربية، وقد جسدوا ذلك في تناولهم للجملة؛ حيث أولوها أهمية كبرى، وكانت دراستهم لها تقوم على المعاني النحوية، وفق مستويين؛ مستوى المعاني ومستوى الألفاظ، وكان المستوى الأول في رأيهم هو المحرك للعملية الكلامية، وهو ما ينبغي أن يبحث عنه وراء الأشكال أو التراكيب اللغوية، وقد كانت لهم نقاط التقاء مع ما جاءت به الدراسات الحديثة. وهو ما تحاول أن تكشف عليه هذه الدراسة، ولا تدعي لنفسها فضل السبق، فهي مكملة لجوانب أضاءها عدد من الدارسين المحدثين في فكر الجرجاني وعلاقته بالدرس اللساني الحديث.

It has become recognized in modem linguistic studies, that the study of language systems in order to be useful, it must be based on a minimum useful expression, from which the language begins in the process of communicating and informing, through which the speaker can communicate with others expressively and thoughtfully. That useful term is what it’s called "the sentence". The sentence is a living cell in the language structure. If the language is a mind-based system, the sentence is the basic element of that system, if the speech was achieved effectively by the language system, then the sentence is a smaller model of the system through which the speech is achieved. On this basis, the study of speech needs to place that living cell under the linguistic microscope to dismantle and reconstruct it, so that we can know the geometry of the system that governs it, and the materials that makes up its parts, the correlations and the ties that connect these parts, and the function of each part in its construction, also it’s genetic features Which determines their belonging and function within the body of language. If we know all this, we may be guided to the focal point, which helps us to imagine the moment of conjugation between the form and meaning of the expression, even if that was hard to reach, because the language is a human feature, and it’s like humans, body and soul, and if biology and anatomy can determine the organ’s function, it can’t define the nature of the soul, despite the efforts of philosophers and psychologists, they still don’t know what it is, only what they know by experience and observation from the human life. As so the language we don’t know only the spoken form, that starts from the mouth of the speaker to the ears of the listener. And Beyond that, it has remained an abstract that we sense from the spoken form and what we get from the human behavior, and it’s like electricity, we can’t see it but we can see its effect. The hidden side of the language, and the organic and mental processes that accompanies it, and directly interfere with the representation, acquisition, and use of this linguistic knowledge - or what “Chomsky” calls the linguistic competence, which is an integral part of the mind / brain. what is language, is an eternal question, which puzzled the philosophers and scientists from ancient times, and still casts its shadow on the modem linguistic lesson, although the form of the question and the pattern of the answer is deferent from one age to another, the view of everyone to the language is hardly beyond this bilateral: “form - substance” or “linguistic expression - logical cause, concept or thought”, ’’language - speech” or “efficiency - performance“. There were many schools, and different opinions of the scholars in dealing with the language according to this bilateral. If the old era adopted the philosophical and logical view in interpreting the language, and it was standard, modem linguistic studies have adopted the scientific view in the study of language, and tried to limit this formality because of the need for scientific method. And the language study knew this shift with “Ferdinand de Saussure” and the language schools that emerged in Europe and America and adopted his ideas and principles in their focus on the structural aspect of language, as did the “Prague” School, the “Copenhagen” School, and the “Behavioral Structural” School in America led by “Leonard Bloomfield” And his followers, those schools have exaggerated on the formal side. This has prompted “Chomsky” to restore the mental and logical view to the study of language, because language is the product of reason and is taught only in its scope. This view of language and the dualism was reflected on the definitions and concepts given to the sentence as a small form of language and speech, a minimal verbal form of understanding, and the difficulty of establishing deterministic criteria for that intuitive knowledge, these definitions reached more than 200 different definitions, and in English alone there were more than 300 definitions. Whatever the scholars differed in their definitions and understandings of the sentence, they almost agreed to look at it according to the criteria of form and content, from the earliest definition to the most recent definition. This duality was the origin of the rhetorical Arabs, headed by “Abdul Qahir al-Jarjani”, in their study of the Arab systems. They embodied this in their treatment of the sentence. They attributed it a great importance. Their study was based on grammatical meanings, according to two levels: the level of meanings and the level of words. In their opinion, the first is the engine of the verbal process, which should be sought after the forms or structures of language, and have been a point of convergence with the recent studies. Which is trying to be revealed by this study, and does not claim the superiority of precedence, it is complementary to the aspects lit by a number of modem scholars in the thought of “al-Jerjani” and its relationship to the modem lesson.

ISSN: 2661-7633