المستخلص: |
تهتم لجان التراث العربي والمجامع العلمية إلى صياغة قواعد ومناهج لتحقيق المخطوطات، هذا العلم الذي يسعى إلى الحفاظ على تراثنا، هذا التراث الضخم، رغم أن ما ضاع منه كان أضخم مما وصل إلينا. حيث تتجه الأنظار اليوم إلى إحياء تراثنا العلمي خاصة بعد نشر الكثير من التراث الأدبي والتاريخي. ويأتي السؤال المهم: هل نحن في حاجة إلى مخطوطات جديدة، تكشف عن تراثنا وتجلوه بعد هذا القدر الهائل من المطبوعات، منذ ظهور المطبعة في القرن الخامس عشر الميلادي؟ وأقول: نعم، نحن في حاجة لا تنقطع إلى المخطوطات، وحاجتنا هذه لغايتين: الغاية الأولى: البحث عن تلك المخطوطات التي تتردد في كتب التراجم والببليوجرافيا، لعلمائنا، ويكثر النقل عنها والإحالة عليها في كتب اللاحقين، ولا نرى لها وجوداً في فهارس المكتبات، مطبوعة أو مخطوطة. والغاية الثانية: أن بعض مطبوعاتنا نشرت عن أصول مجهولة، وقد كان هنا في مراحل الطبع الأولى، قبل أن يستقر علم تحقيق المخطوطات. وقد يسأل سائل: كيف كانت هذه الأصول المخطوطة مجهـولة؟ والجواب: أن ناشري الكتب في تلك المراحل الأولى من الطباعة لم يكونوا يغنون بذكر وصف المخطوط الذي ينشرون عنه، بل إن بعضهم كان يتخلص من المخطوط نفسه بعد الفراغ من طبعه، فإن العمال أحياناً كانوا يجمعون من المخطوط نفسه. لم يكتف العرب بالحفاظ على تراثهم، بل كان لهم الفضل الكبير في الحفاظ على تراث الأمم الأخرى، الذي نقله العرب إلى حضارتهم الأخرى وضاعت أصوله لدى تلك الأمم كتراث الفرس والهنود والرومان والإغريق. ولأن نسخ الكتب كانت تتعرض للزيادة والنقصان، ظهرت الحاجة إلى التحقيق ونسبة النص إلى مؤلفه أو نسبة المؤلف إلى النص. إن الذين يشتغلون اليوم بالمخطوطات يستحقون كل تقدير، يقدمون من طاقاتهم لهذا العلم خدمة للأجيال القادمة. إن غاية هذا العلم هو تقديم المخطوط صحيحاً كما وضعه مؤلفه دون شرحه، ووضع بعض الدارسين والمجتهدين أسساً لتحقيق المخطوط من جمع نسخه وإخراج النص ثم مرحلة الإخراج والنشر كأسس ضرورية لعملية التحقيق. ولعله وإن اختلف البعض في نقاط حول تحقيق الكتاب المخطوط فقد اتفقوا حول هذه الأسس كأسس ضرورية يقتدي بها الطالب كما عليه أن يبرز في هذا العمل قيمة المخطوط العلمية ومرتبته بالنسبة إلى غيره من المصنفات التي ألفت قبله وبعده في الموضوع نفسه. هذه القواعد ينبغي إتباعها في نشر النصوص لا هي تقليد أعمى للمستشرقين وليس فيها الغموض وفقدان المنهج. إن عمل التحقيق هو رغبة في إعداد جيل مثقف أصيل يقدر البحث العلمي ويدرك مناهجه ويتحلى بصفات العالم والأديب.
Strict rules and methods in Codilogy were formed thanks to the Arabic heritage and the scientific societies. The latter was very great and huge, but what was lost was even greater. After the revelation of a considerable amount among the Arabic legacy, tendencies appeared to revival our scientific heritage mainly in history and literature. Our ancestors were really experts in the field of Codilogy. They used to verify the texts’ true writers, and compare its different forms to choose the closest to the truth. Due to their practical approach and to the quality and diversity of their Codilogy studies, the Arabs could preserve the human heritage, and transmit it to their civilization such as that of Rome, Persia, Greece, and India. The manuscript represents a full historical unit holds between envisages the lives of earlier generations represented in the quality of his papers and Ohbarh and arts Tjalida and other characteristics of the era of writing. Codilogy’s main aim is to provide correct manuscripts as they were written without explanations. For that reason, many strict rules and precise bases were created such as: Gathering different copies of manuscripts, and extracting a text. The matter that led to the creation scientific methodology. And that methodology should be followed, not blindly as Orientalists did; but with the willingness to get well- educated generations, armed with the true characteristics of scientists and researchers.
|