المستخلص: |
إن الدراسة الاستقصائية لسيرة معظم أعلام السياسة في العراق في عهد الانتداب البريطاني أرشدتنا إلى حقيقة مفادها: إن من أبرز الشخصيات وأكثرها حضوراً في الشعر الرثائي في هذه الحقبة هما: رئيس مجلس الأعيان يوسف السويدي ورئيس الوزراء عبد المحسن السعدون وارتأينا أن نقسم بحثنا على مبحثين: أولهما: رثاء الشعراء ليوسف السويدي وثانيهما: رثاء الشعراء لعبد المحسن السعدون. أتسم الشعر الرثائي في هاتين الشخصيتين بالطول إذ قلما وجدنا قصيدة دون الثلاثين بيتاً، وهذا الطول إن دل على شيء فإنما يدل على عمق الأثر الذي تركته هاتان الشخصيتان في نفوس العامة والخاصة. ولشدة عناية الشعراء برثائهم فقد دأبوا على تصريع مطالع قصائدهم فلم تقع أعيننا في هذا البحث إلا على النزر اليسير من القصائد غير المصرعة، لإدراكهم مدى أهمية المطلع إلا أن بعض الشعراء لم ينج من فخ المبالغة الشديدة في بعض النصوص الرثائية حيث وجدنا بعض الشعراء وصل إلى حد الإغراق فيها. ومن سمات هذا الشعر أيضا أن الشعراء لم يخرجوا عن المعاني السائدة أو التقليدية للرثاء فقد ساروا على نهج من سبقهم. ومما يميز شعرهم الرثائي أنهم ابتعدوا عن الألفاظ القاموسية أو المقعرة وسلكوا سبيل السهولة لأن التأثير بالمتلقي هو هدفهم المنشود ولم تكن ألفاظهم الرثائية متشائمة إذ لم تحمل بين طياتها الإحباط واليأس والانكسار بل تضمنت معاني الفخر والاقتدار والصمود والثبات والصبر.
The survey of the biography of most of the political figures in Iraq during the British Mandate period guided us to the fact that: The most prominent and most present in the elegy poetry in this era are: Youssef Al-Suwaidi and Abdul Mohsen Al-Saadoun, and we decided to divide our research into two topics: Realizing how important the insider is, however, some poets did not escape the trap of extreme exaggeration in some of the lamentable texts, where we found some poets that amounted to being dumped in them. Another feature of this poetry is that the poets did not deviate from the prevailing or traditional meanings of lamentations, as they followed the path of those who preceded them.
|